أشعر بشيء من (الضيق)، كلما صدمني تعامل بعض صحفنا المحلية مع كتّابها المتميزين والمعروفين، خاصة وأنهم يتوسدون صفحاتها ويتربعون على (حدقة) القارئ من خلال أعمدتهم الراسخة على مر السنين وتقلب الأحوال ورغم ولادة القدرات الجديدة، فتصاب ب(الدهشة) ممزوجة بشيء من (الغبطة) ولا أقول (الحسد)، أو (صحافي سعودي) وغالباً (باحث سعودي)، رغم أنني أكاد أجزم أن هذه المعلومة لا تضيف جديداً لقارئ تلك الصحف السعودية شكلاً ومضموناً إذا كان خارج الحدود، فالصحيفة واضح أنها سعودية الأصل والمنشأ وصورة الكاتب بالزي السعودي تزين واجهة الزاوية وتبرهن على جذورها، والسؤال: لماذا تصر بعض صحفنا المحلية على هذا التعريف، الذي قد يوحي للقارئ الراصد لمشهدنا الصحافي بأننا لم نتجاوز محلياً مرحلة الانبهار والدهشة بولادة كاتب سعودي حيث إننا ما زلنا (نبز) (حسب تعبيرنا الدارج) بهؤلاء الكتّاب، أي نفاخر بهم، بل ونعرّف بهم بهذا الأسلوب، هذا إذا كان الكاتب رجلاً أو إذا كان المعني (كاتبة) وما أدراك ما الكاتبة السعودية؟ التي باتت صحفنا المحلية تزفها الى القارئ ضاربة بالرصانة والعقلانية عرض الحائط، إلى حد (الطرب) حتى وإن كانت ما زالت أولى كتابة.
أخيراً..
لقد وصل الكاتب والكاتبة على حدٍ سواء في بلادنا إلى درجة من النضج والوعي والشهرة، يجب أن نتجاوز معها هذا الأسلوب التقليدي لتقديم الحرف السعودي إلى الآخر، الذي بات يملك من (الفطنة) ما لم نملك نحن الإحاطة بها أو تصورها فقط!!.
|