* (محمد عبده) وده يصير مطرب الدول العربية.. غنى بالأمس (ماكو فكه) باللهجة الكويتية.. ثم (وينك يا درب المحبة) باللهجة الحضرمية وغداً سيغني بلهجة (عمانية) جميل هذا.. ولكن ما هي خلفيات هذه الخطوات الفنية عند (العبده)؟
أحدهم يقول: إن الفنان حينما يتأكد له أن فنه سيموت بعد حين يحاول أن يجمع الجمهور بأية وسيلة، ولهذا غنى (محمد) بهذه الشاكلة، وآخرون يقولون: إن الفنان لا بد أن يخرج إلى محيط أكبر ليسبر غوره ويعرف مداه.. والقسم الثالث يقول: إنها تجارب عسى أن تفيد.. والزمن كفيل بإبقاء الصالح ونفي الطالح أليس كذلك...؟
* برنامج الأطفال في التلفزيون يحظى باهتمام (الأطفال) في بلدي فهم يتركون جميع أشياءهم ساعة بثه على الشاشة, ولكن نحن وحتى الآن لم نستطع أن نجعل من برنامجهم المحبب إليهم نقطة ضوء ومصدر إشعاع لقلوب هؤلاء البراعم أان تساءلتم لماذا هذا الاتهام..؟ قلت لكم: إن معظم ما يبث على الشاشة من كلام وصور ليست من بيئتنا التي يجب علينا الاعتزاز بها.. فعدا كون الملابس مراعية لأحدث الموضات فإننا نجد اللهجة التي ينطق بها الأطفال والأناشيد التي يتغنون بها إنما هي بلهجة أو على الأصح بلهجات مستوردة مخلوطة على بعضها فمثلاً قولنا: (غنيّة) بتشديد الياء بدل قولنا( أغنية) ثم قولنا: (هلق) بدل الآن أو (هالحين) و(عمو) وأخواتها وما يتبعها من الألفاظ التي تزاحم أذان الأبرياء فيقفون حائرين أمام تفسيرها، وكثيراً ما نسمع بعض الأطفال يسأل أباه قائلاً: يبه.. وش يقولون..؟؟ فيرد الأب الحائر: هذي خرابيط ما نعرفها.. ونحن لا نلومه أبداً لأنه لم يعرف غير لهجة بلده.. ولم يتعوَّد على سماع مثل هذه الألفاظ، ولا أدرى ماذا يعني الإكثار من ترديدها.. أهو الإفلاس من كتَّاب الأغاني والأناشيد..؟ أم أننا لن نستطيع مخاطبة الأبناء بما يعرفون..؟ أم أنه التعالي على لهجة هذا البلد والتنكّر لها..؟ وكل ما نرجوه أن لا نسمع من خلال الشاشة ما يزحم الأذن ويحير الأطفال أمام برامجهم.. تكفون يا ربع!!
* غازي علي.. صوت حلو.. ولحن أحلى يبدو منهما جلياً ثقافته الفنية - لما فوق الشهادة - ولكنه مقل.. مقل.. ويبدو لنا أنه طبَّق (زر غباً تزدد حباً) ولكن القوم في حاجة إلى مثلة والفن ما زال محتاجاً إلى اليد القوية التي تمسك به وتصعد درجات السلم الطويل.. فهل له أن يكون ذلك؟ وهل له أن يكون الفارس القائد الذي يشير إشارة البدء للصعود إلى القمة..؟؟
|