في مثل هذا اليوم من عام 1946 عرضت مسرحية (الغانية المحترمة) للكاتب المسرحي والفيلسوف الفرنسي الشهير جان بول سارتر. وكانت هذه المسرحية من أولى المسرحيات التي كتبها بعد تحرير فرنسا من الاحتلال النازي. وقد قدمت هذه المسرحية رؤية سارتر الوجودية للتحولات التي تسببها الحروب في المجتمعات.
ولد سارتر في باريس عام 1905 ومات عام 1980 بعد الحرب أصبح رائد مجموعة من المثقفين في فرنسا. وقد أثرت فلسفته الوجودية - التي نالت شعبية واسعة - في معظم أدباء تلك الفترة. منح جائزة نوبل للآداب عام 1964.
تميزت شخصياته بالانفصال عنه وبدت وكأنها موضوعات جدال وحوار أكثر منها مخلوقات بشرية، غير أنه تميز بوضع أبطاله في عالم من ابتكاره.
لم يكن سارتر مؤلفاً مسرحياً محترفاً وبالتالي فقد كانت علاقته بالمسرح عفوية طبيعية. وكان بوصفه مؤلفاً مسرحياً، يفتقر أيضاً إلى تلك القدرة التي يتمتع بها المحترف بالربط بين أبطاله وبين مبدعيهم.
تميزت موضوعات سارتر الدرامية بالتركيز على حالة أقرب إلى المأزق أو الورطة.
ومسرحياته (الذباب) و(اللامخرج) و(المنتصرون) تدور في غرف التعذيب أو في غرفة في جهنم أو تحكي عن طاعون مصدره الذباب. وتدور معظمها حول الجهد الذي يبذله المرء ليختار حياته وأسلوبها كما يرغب والصراع الذي ينتج من القوى التقليدية في العالم التقليدي الذي يوقع البطل في مأزق ويحاول محاصرته والإيقاع به وتشويشه وتشويهه.
في مسرحيتيه الأخيرتين (نكيرازوف) (1956) و(سجناء التونا) (1959) يطرح سارتر مسائل سياسية بالغة الأهمية. غير أن مسرحياته تتضمن مسائل أخرى تجعلها أقرب إلى الميتافيزيقيا منها إلى السياسة. فهو يتناول مواضيع مثل: شرعية استخدام العنف، نتائج الفعل، العلاقة بين الفرد والمجتمع، وبين الفرد والتاريخ.
من مسرحياته أيضاً : (الشيطان واللورد) و (رجال بلا ظلال).
|