محرر العبيد في أمريكا يفوز بفترة رئاسية ثانية

في مثل هذا اليوم من عام 1864 فاز الرئيس الأمريكي الأسبق أبراهام لنكولن الذي دخل التاريخ باسم (محرر العبيد) بفترة رئاسة ثانية.
وكان إبراهام لنكولن قد بدأ رئاسته الأولى بمواجهة مع الولايات الجنوبية التي حشدت قواتها من أجل منع الحكومة المركزية في واشنطن من تنفيذ قانون إلغاء الرق وتحرير العبيد.
فقد كانت الولايات الأمريكية الجنوبية ترى أن إلغاء نظام الرق ينطوي على كارثة اجتماعية واقتصادية كبيرة.
وفي خطابه الذي ألقاه في مستهل فترة رئاسته بتحذير الولايات الجنوبية من أنها ستواجه حربا أهلية إذا ما أصرت على تدمير الحكومة المركزية.
وعلى الرغم من أن الولايات الجنوبية كانت تمثل قوة اقتصادية وعسكرية لا يستهان بها لم يتردد إبراهام لنكولن في خوض الحرب ضدها وتمكن في النهاية من هزيمتها.
ولد إبراهام لنكولن في الثاني عشر من فبراير عام 1809 بولاية كنتاكي.
وتزوج من ماري تود وأنجب أربعة أبناء ماتوا جميعا في سن الطفولة ما عدا طفل واحد بلغ مرحلة البلوغ.
وفي عام 1858 خاض انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي ضد ستيفن دوجلاس ولكنه خسر الانتخابات.
ولكنه نجح في تحقيق قدر من الشعبية على مستوى الولايات المتحدة خلال معركة انتخابات مجلس الشيوخ الأمر الذي مكنه في النهاية من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1860.
وقد فاز بالرئاسة في تلك الانتخابات.
وخلال فترة رئاسته الأولى نجح في تحويل الحزب الجمهوري إلى منظمة قوية.
علاوة على ذلك نجح في حشد أغلب الديموقراطيين في الولايات الشمالية من أجل تأييد موقفه في خوض حرب أهلية لمنع انفصال الولايات الجنوبية.
وفي الأول من يناير عام 1863 أصدر قراره بتحرير العبيد في إطار الوحدة الفيدرالية.
وعندما ثارت الولايات الجنوبية على هذا القرار وسعت إلى الاطاحة بالرئيس لنكولن أو الانفصال عن الولايات المتحدة أعلن الرئيس الأمريكي الحرب عليهم وتمكن من القضاء على هذا التمرد بالفعل.
وفي عام 1864 أعيد انتخابه كبطل عسكري.
وكما نجح في الحرب سعى إلى النجاح في السلام وكانت السنوات الأربع الأخيرة له في رئاسة أمريكا بمثابة عملية ممتدة لتضميد جراح الحرب الأهلية وإعادة دمج الجنوبيين في الولايات المتحدة وبخاصة المقاتلين الجنوبيين الذين انضموا إلى الجيش الفيدرالي في أغلب الأحيان.
وفي الرابع عشر من إبريل عام 1865 الذي وافق الجمعة العظيمة اغتيل إبراهام لنكولن على يد ممثل في مسرح فورد أثناء حضوره أحد العروض المسرحية.
وكان هذا الممثل يعتقد أنه بهذا الاغتيال يساعد الجنوبيين وهو ما ثبت عكسه تماما حيث أدى مقتل إبراهام لنكولن إلى تدهور كبير في طريقة تعامل الحكومة الاتحادية مع الجنوبيين.