* تبوك - عبدالرحمن العطوي:
جسدت فتاة سعودية لم تتجاوز الثانية عشر ربيعا من عمرها أروع أنواع التضحية ووضع شعار (لا للمستحيل مع الإعاقة) إنها عالية بنت أحمد الشامان ولدت بإعاقة شديدة فهي لا تقوى على الحراك ولا النطق وهذه الإعاقة ولدت الإبداع والتضحية في هذه الفتاة التي ولدت عام 1408هـ فهي في مجال الإبداع مبدعة تتعامل مع جهاز الكمبيوتر بشكل كبير رغم أنها تستخدم أحد أناملها فقط في التحكم بلوحة المفاتيح بالجهاز بسبب الشلل التي تعانيه بالإضافة إلى كونها فنانة تشكيلية مبدعة قهرت إعاقتها وتخطت كافة الحواجز التي واجهتها وتوكلت على الله فأصرت على أن يكون لها دور مميز في مجال الإبداع
كيف لا وقد ربط العلماء بين الإعاقة والإبداع وأن بينهما علاقة وثيقة فبقدر ما كانت الإعاقة كبيرة كان الإبداع أكبر ومحور حديثنا اليوم عن هذه الفتاة التي كذلك فقدت النطق
صدر لهذه الفتاة العديد من المؤلفات منها:
(لا للمستحيل، التحديات، أميرة الخيال، عاشق العدالة)
قال عنها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة ورئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين في تقديمه لكتابها (أميرة الخيال) لا شك أن كل جهد مخلص يبذل لمواجهة قضية الإعاقة ودعم المعوقين يسهم بفاعلية في تجاوز المعوق والمجتمع معا الآثار السلبية النفسية والاجتماعية لهذه القضية الظاهرة والتي باتت تهدد الكثير من المجتمعات في ضوء تعدد مسبباتها واختلاف نتائجها إلا أنها تتحد في القضية الرئيسية وهي:(معاناة إنسان) ويوم أن يشارك المعوق بجهده أو بفكر وإبداعه في التصدي لقضية الإعاقة فذلك يعكس نضج المجتمع وزيادة الوعي الحضاري بأفراده ويؤكد أن مسيرة الأعمال الخيرية في بلادنا المعطاءة والنابعة من مبادئنا الإسلامية السمحة قد آتت ثمارها بفضل من الله واختتم سموه المقدمة بقوله:
(لهذا تعتبر مشاركة ابنتنا عالية أحمد الشامان التي رعتها بكل التقدير مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين خطوة مهمة في اتجاه تعميق علاقة المعوق بالمجتمع).
فالرواية التي ألفتها عالية الشامان وعنوانها (أميرة الخيال) كانت تحوي العديد من المشاهد مدعمة بإبداعاتها الرسومية عبر الكمبيوتر وأهم ما اطلعت عليه كان المشهد الرابع في الرواية وعنوانه (القدس والغضب) حيث جسدت في روايتها المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من اعتداءات متكررة من قبل إسرائيل وكيف تشعر بمعاناتهم فرغم الإعاقة إلا أنها جسدت معاناتها مع إخواننا في فلسطين وكتبت رواية عن هذه المعاناة تستحق أن يقرأها الإنسان ويعود اليها مرات عديدة
قالت هذه الفتاة المبدعة التي يفخر الوطن بأمثالها وتحديها لإعاقتها ل(الجزيرة) بواسطة والدتها التي لها الدور الكبير - بعد الله - في الوقوف معها:إنني درست حتى الصف السادس الابتدائي بمدينة الرياض بدار المعاقين حتى نهاية المرحلة المخصصة لدراستنا في هذه المرحلة ثم انتقلت للعيش مع والدتي بمنطقة تبوك وأنا أعيش حالة إعاقة كاملة منذ الولادة وهذا لم يمنعني من الإبداع وقد رشحت لجائزة الفكر العربي عن رواية (أميرة الخيال) عبر مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين والتي تكفلت بطباعة مؤلفاتي فأنا أدين بالفضل - بعد الله - لهذه المؤسسة العظيمة التي كانت سراجي بالإضافة لوالدتي التي ساندتني فهي بحق أم المعاقين فكانت تفتخر بي وبإعاقتي حيث كانت تعاملني كفتاة ليست بها أية إعاقة فجزاها الله كل خير.
كما أوجه الشكر لسعادة الدكتور حمد بن محمد البعادي الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين وكذلك للأستاذ عدنان صالح الطريف مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين.
هذا وقد أكد الأستاذ عدنان الطريف مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين أن عالية الشامان تتم رعايتها الآن من قبل المؤسسة وبتوجيه مباشر من الدكتور حمد البعادي الأمين العام للمؤسسة وأن المؤسسة قامت بطباعة 5500 نسخة من مؤلفاتها.
|