ليس عجباً أن يبرز الطبيب المسلم، ويشار إليه بالبنان، ويخطب وده أرقى المراكز الصحية في العالم، فالطبيب العربي ينطلق من قاعدة علمية قوية، اشتهر بها الأطباء المسلمون القدماء، الذين قدموا لهذه المهنة الشريفة خدمات فتحت أبواباً كبيرة في مجال الطب، فالرازي اشتهر في الطب شهرة عظيمة، وله مؤلفات كثيرة بلغت مائتين وثلاثين كتاباً ورسالة في العلوم الطبية، ويجمع المؤرخون على أن الرازي أول من ادخل استعمال الخيوط المصنوعة من أمعاء الحيوانات في خياطة الجروح والأنسجة تحت الجلد، كما أن كتابه الطبي الشهير (الحاوي) ظل يدرس في كلية الطب بباريس حتى سنة 1394م.
والزهراوي- رحمه الله- أول من قام بعملية إيقاف النزيف الدموي بواسطة عملية ربط الشرايين، كما أن كتابه الطبي ( التعريف ) كان مرجعاً علمياً لمدة خمسة قرون في علم الجراحة في أوروبا وغيرها، وترجم إلى اللغة اللاتينية، وإلى اللغة العبرية، وابن النفيس الدمشقي مكتشف الدورة الدموية الصغرى. ولاننسى العالم المسلم والطبيب الرائد (ابن سينا) فقد كان من رواد الطب في العالم بمكتشفاته ومؤلفاته وقد احتفت بذكراه الألفية عام 1980 منظمة اليونسكو اعترافاً بجهوده في مجال الطب والصيدلة بل إنه صنف أكثر من 800 عقار في أحد كتبه كوصفات طبية ذكر مكوناتها واستخداماتها الطبية.وفي الوقت الذي تراجع المسلمون عن الريادة، تراجع مع هذا العلماء والباحثون، وحينما لاحت بوادر وفرص التعلم، عاد الأطباء المسلمون للريادة في عددٍ من المراكز الطبية المتقدمة في العالم.
وأتمنى أن تُقام مراكز للبحوث الطبية في عددٍ من بلدان العالم الإسلامي تعنى بالأطباء المسلمين والعرب المتميزين، ودعمهم مادياً ومعنوياً، حتى يواصلوا مسيرة الأوائل، وحتى تعود الريادة الطبية لعلماء المسلمين كما كانت في السابق
( * ) نائب رئيس مجلس الإدارة |