أظهرت العديد من الدراسات الإحصائية أن التحضير الكافي للمريض في فترة ما قبل العمل الجراحي يعد عاملاً مهماً في نجاح العملية وتجنب الكثير من المضاعفات الناجمة عن الجراحة والتخدير، ولذلك كان لزاماً على طبيب التخدير زيارة كافة المرضى قبل العملية بوقتٍ كافٍ وذلك لتقييم حالتهم ومدى تحملهم للتخدير العام وعلى الأخص في الحالات غير الإسعافية التي يمكن دراستها بالتعاون مع الاختصاصات الأخرى بيومٍ أو يومين قبل الجراحة. وتهدف هذه الزيارة أولاً لتحقيق الألفة مع المريض والتخفيف من مخاوفه وقلقه من العملية وذلك بشرح كيفية العناية بالمريض قبل وخلال وبعد التخدير وذلك بتعابير بسيطة وإخباره بإيجاز عن الإجراءات المحتمل اتخاذها لتخفيف ألمه في الفترة التالية للعمل الجراحي، وكذلك للحصول على التاريخ المرضي والدوائي للمريض بالتركيز على الأجهزة الفيزيولوجية ذات الأهمية الكبرى بالنسبة للتخدير مثل الجهازين التنفسي والقلبي الوعائي.
كما يسأل المريض عما إذا تعرض سابقاً لتخدير عام وفيما إذا كان لديه حساسية لدواء معين أو حصل لديه غثيان أو إقياء بعد العمل الجراحي السابق، كما يسأل عن التدخين بما له من آثار ضارة على الجهازين التنفسي والقلبي الوعائي، كما يؤخذ بعين الاعتبار الأدوية التي يتناولها المريض قبل العملية كأدوية الضغط الشرياني والسكري والربو وغيرها، وتحديد أي من الأدوية يجب وقفها وأي منها يجب الاستمرار بها حتى صباح العملية.
كما يتم التحري عن وجود جسور الأسنان والتيجان الاصطناعية وخاصة المتحركة منها حيث يجب خلعها قبل العملية، ومن الأهداف المهمة لزيارة طبيب التخدير لمريضه قبل العمل الجراحي تحديد ساعة امتناعه عن الطعام والشراب ليلة العملية التي غالباً ما تكون ست إلى ثماني ساعات قبل العملية مع بعض الاختلافات عند الأطفال وحديثي الولادة.
وتعتبر عبارة (NPO) أو (لاشيء عن طريق الفم) من العبارات التي يجب أن تثبت على سرير المريض وباب غرفته لتجنب أي إهمال أو خطأ محتمل لما في ذلك من أهمية كبرى على سلامة المريض خلال وبعد العمل الجراحي.
( * ) إخصائي التخدير والعناية المركزة |