Monday 8th November,200411729العددالأثنين 25 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

حقوق الإنسان محفوظة في شريعة الإسلام حقوق الإنسان محفوظة في شريعة الإسلام

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تعقيباً على ما كتب ويكتب عن حقوق الإنسان ومن ذلك ما بينه سماحة العلامة د.صالح بن فوزان الفوزان في العدد 11718 الصادر يوم الخميس الموافق 14-9- 1425هـ تحت عنوان: حقوق الإنسان.. ماذا يراد بها؟ أقول مستعيناً بالله:
كفلت الشريعة الإسلامية ومنذ بزوغ نور الإسلام للإنسان كرامته وحريته، وحفظت حقوقه، ونظمت شؤون حياته، على نحو يكفل له الحياة الكريمة، ويهديه سبيل الرشاد، ويجنبه مهاوي الردى والهلاك، فحفظت له حقوقاً أبدية لا تقبل حذفاً ولا تعديلاً، ولا نسخاً ولا تعطيلا، فهي حقوق شرعها الخالق سبحانه وتعالى، ليس لبشر كائناً من كان أن يعطلها، أو يعتدي عليها أو أن يسقط حصانتها الذاتية سواء كان ذلك بإرادته أو بإرادة المجتمع بأسره..
وبلادنا - ولله الحمد - باتخاذها الشريعة الإسلامية دستوراً لها، تكون نموذجاً حياً نقدمه للعالم لتحكيم شريعة الله عز وجل في عباده، والأخذ بالإسلام قولاً وعملاً واعتقاداً فلقد كفلت لمواطنيها والمقيمين عليها حقوقهم المادية والمعنوية، ومنعت الاعتداء على حرياتهم بأي نوع من أنواع الأعتداء، إلا في حدود معينة بينها الشارع الحكيم.
وحقوق الإنسان في الإسلام ليست مطلقة بل هي مقيدة بعدم التعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية، وبالتالي بعدم الإضرار بمصالح الجماعة، والتي يعتبر الإنسان فرداً من أفرادها ومن ذلك ان الإسلام كفل للإنسان حرية الرأي والتعبير عن رأيه، فله الجهر بالحق واسداء النصيحة للعامة والخاصة فيما يحقق نفع المسلمين ويصون مصالح الفرد والمجتمع ويحفظ النظام العام لكن هناك قيود وضوابط لا ينبغي تجاوزها في هذا الأمر ومنها: ان تمارس حرية الرأي بأسلوب سلمي قائم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فلا يجوز التعبير عن الرأي إذا كان في ذلك ضرر على الآخرين، أو اعتداء على حرماتهم وأعراضهم، أو اجتراء على الدين وأهله، أو تهييج للعامة على ولاة الأمور، وإيغار صدورهم عليهم.
وسأقتصر في تعقيبي هذا -بحكم تخصصي- على بيان بعض حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية في الجانب الجنائي فأقول:
إن نظام الإجراءات الجزائية في المملكة العربية السعودية الصادر بالمرسوم الملكي رقم م-39 وتاريخ 28-7-1422هـ تميز بتوافقه وتماشيه مع تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة التي كفلت للإنسان حقوقه المادية والمعنوية وحرمت الاعتداء على حريته بأي نوع من أنواع الاعتداء إلا في حدود معينة بينها الشارع الحكيم.
ولقد تضمن نظام الإجراءات الجزائية العديد من المواد التي تؤكد حفظ حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، وتقرر تكريم الإنسان وصيانته، وتحرم كل ما يمس شخص الإنسان أو ماله أو عرضه، وما يتعلق بذلك من التعرض لمسكنه وحياته الخاصة ما دام بعيداً عن التهمة، متوقياً للشبهات، ملتزماً بأحكام الشرع المطهر حيث نصت المادة الثانية من النظام على أنه (لا يجوز القبض على أي إنسان أو تفتيشه أو توقيفه أو سجنه إلا في الأحوال المنصوص عليها نظاما) كما نص النظام في المادة الثانية أيضا على وجوب احترام الإنسان المتهم وحظر ايذاءه جسديا أو معنويا كما يحظر تعريضه للتعذيب أو المعاملة المهينة للكرامة.
كما حظر النظام القبض على أي إنسان أو توقيفه إلا بأمر من السلطة المختصة بذلك ويجب معاملة المتهم بما يحفظ كرامته، ولا يجوز إيذاؤه جسديا أو معنويا، كما يجب إخباره بأسباب إيقافه ويكون له الحق في الاتصال بمن يرى إبلاغه.
ولما كانت الحرية الشخصية للإنسان وصيانة حقوقه المادية والمعنوية، والمحافظة على حرمة مسكنه من أي انتهاك كل ذلك من المبادئ الرئيسية التي تكفل بحفظها نظام الاجراءات الجزائية في المملكة العربية السعودية المستمد من الشريعة الإسلامية الغراء. فلقد جاء النظام بحفظها والتأكيد عليها حيث نصت المادة الحادية والأربعين على ان (للأشخاص ومساكنهم ومكاتبهم ومراكبهم حرمة يجب صيانتها، وحرمة الشخص تحمي جسده وملابسه وماله وما يوجد معه من أمتعة. وتشمل حرمة المسكن كل مكان مسور أو محاط بأي حاجز أو معد لاستعماله مأوى).
كما أكد نظام الاجراءات الجزائية المحافظة على كرامة المرأة في حال ارتكابها جرماً فأوجب أن يكون تفتيش المرأة -إذا وجد مسببه- من قبل امرأة يندبها رجل الضبط الجنائي لذلك، وان يكون الاستجواب بحضور محرم خلال مدة التحقيق، وإذا تعذر المحرم فيتم التحقيق معها بحضور لجنة تضم إلى جانب المحقق عضواً من المحكمة وعضواً من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هذه لمحة سريعة في نظام الاجراءات الجزائية تصور لنا كيف جاء النظام المستمد من الشريعة الاسلامية بحفظ حقوق الإنسان وتكريمه، والوصول إلى الحقيقة، وتحقيق العدالة التي أمر الله عز وجل بها.

الملازم أول
محمد بن عبدالعزيز المحمود


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved