بوفاة الشيخ عبدالرحمن منصور الزامل ليلة الاربعاء 20-9-1425هـ يستمر تساقط قلاع الوقار والوفاء في المجتمع مؤذنة برحيل جيل له سمات يصعب تكرارها في اشخاص من الأجيال اللاحقة من أهم هذه السمات، الوقار والوفاء اللذان تتميز به الشخصيات الناجحة التي قلما تتعرض لها كتب النجاح المعاصرة فضلا أن تدعو لها، وهو الذي يتسم به مثل الشيخ عبدالرحمن رحمه الله تعالى، فالوقار في ذلك الجيل ينم عن الأدب العالي في الحال والمقال والفعال الذي يتضمن الترفع عن دنايا الصفات والدنو للكمال في الكرم والسماحة والإعراض عن الساقط من الأفعال والأقوال.
وأما الوفاء عند ذلك الجيل الراحل فهو ألا تكون العلاقات مع الناس مبنية فقط على العلاقات المادية القريبة بل تتخطى ذلك وتمتد الى العطاء والتضحية بالمال والنفس للمجتمع لأجل أهداف نبيلة بعيدة عن المعاوضات المالية والنظرات للمصالح التجارية والمتع الجسدية، وهذا ما عرف عن هذا الشيخ الذي ظل وفياً لوطنه وبلده وأسرته السنوية لبلدته عنيزة من الكويت وتفقد مؤسسات وأفراد بلدته ومواساتهم والإحسان اليهم والتعايش معهم في كل مناسباتهم، وكأنه يقول انتمائي الى شعب بلدتي فوق كل المصالح والمستويات المادية، وهنا اذكر طرفة رويت بينه وبين المرحوم محمد الصالح الشبيلي حيث كان الشيخ عبدالرحمن - رحمه الله - يستضيف لمن يدعوه من ذويه في الشرقية، وكأن الشيخ محمد الصالح الشبيلي لرهافة عاطفته شعر ان الأثرياء قد استأثروا بدعوات الشيخ عبدالرحمن فقال وهو مطل على احد بيوت الدعوات وقد اجتمع بعض الحفل عند الباب، فقال: يا أبا منصور (الشيخ عبدالرحمن) أين باب الفقراء لأدخل معه، فرد الشيخ عبدالرحمن سريعا: يا أبا صالح قل أين باب الأحبة لأدخل معه.
لقد كان هذا الرجل الراحل الشيخ عبدالرحمن الزامل صاحب إنفاق وإحسان وإطعام للضيفان ورعاية لذوي القربى ودعم للمشاريع الخيرية ووقوف مع أهل بلدته بجاهه وماله لرفع سمعة بلدته وتحقيق مصالحهم لا لمصلحة مادية قريبة فقد كان من جيل الوقار والوفاء، وليت مثل سيرته تكتب وتنشر ليكون فيه قدوة للأجيال اللاحقة لعلها تتأثر بتذكر ما في كؤوس أولئك الأقوياء.. رحم الله الشيخ عبدالرحمن وعوضه الجنة وخلف على أهله وذويه وأمته خيراً.
|