إن ما دعاني لكتابة هذا المقال سببان يندرج تحت لوائهما ثلاث اولهما حرص حكومتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين بعمل كل ما هو صالح لهذا البلد الزاهر وهو بعزيمة شعبه عامر.
وثانيهما رغبة المواطنين عالمهم وجاهلهم كبيرهم وصغيرهم في الإصلاح بشتى أشكاله وأنواعه وتقبل الآراء من الجميع بصدر رحب فمن أحسن نقول له أحسنت ومن أساء نقابله بحوار يغلبه حق الجوار لمن جاورنا وتجاوز لمن عادانا فالأيام كفيلة بنصر اتباع ولاة أمرنا فلهم وإليهم مردنا وبكتاب الله وسنّة نبيه وطاعة ولي الأمر فينا ستكمن قوة ردنا لدحر من لسبيل قتل الأبرياء وترويع الآمنين والفتك بالمعاهدين المسالمين الذين هم في تنمية الوطن مساهمون ولتعليم شعبها مخلصون وللبعد عن أرضها كارهون قد سلك فهو لكراهية الكل ملك أبشع درجات الانحطاط الديني والتخبط العقلي المبني على التفكير السلبي والنظرة التشاومية التي همشته بين الخليقة على وجه هذه البسيطة.
أما الثلاث التي لا نحبذ قيادة وشعباً على هذه الأرض المباركة أن نسمعها فكيف بنا نراها ولن أسهب في الحديث عنها حتى لا أحيد عن جوهر الموضوع ولكن بإيجاز شديد نذكر في بادىء ذي بدء:
1 - الفقر: ونعلم جميعا مدى حرص قادة حكومتنا لمكافحة الفقر المتزايد، وليس ابلغ من ذلك زيارة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لبعض الأحياء الفقيرة في مدينة الرياض وتعتبر بداية حقيقة لخروج القضية من تداولها بالخفاء والتنكر بعدم وجودها إلى ساحة الرأي العام ولا يخفى على كل ذي عقل سديد ان للفقر دورا ذا بأس شديد في العنف الذي برز بشكل واضح ومخيف و.. و.. وأسبابها الشرح فيها يطول ولا تخفى على اصحاب العقول ولكن الرئيس منها السببان الباقيان.
2 - البطالة: وبشكل مختصر التشتت التنموي والتنمية في مناطق دون غيرها مما ولّد تمتع فئات من المجتمع بالأكثر دون غيرهم وهذا يظهر للعيان واضحا في بعض المناطق (جيزان اكبر مثال على ذلك) وهو ما تبذل الحكومة وفقها الله قصارى جهدها لتلافي هذه السلبيات مستقبلا (ولي في البطالة حديث يطول لذكر أسبابها، آثارها، حلولها وليس هذا المقال مقامه).
3 - قلة الأموال الموجهة للزكاة وعدم وصول المساعدات المالية والعينية لشريحة عريضة من المحتاجين وخاصة غير المعترفين بفقرهم وقد طلب سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز من أغنياء المجتمع المساهمة في الجهود الرامية لمعالجة الثلاثي المأساوي (الفقر- البطالة - العنف) وكلهم مترابط ولكن قلة منهم من يستجيب فمن لبى الدعوة فندعو له وجزاه الله عن المسلمين كل خير ومن أبى فنضيق الخناق عليه لأنه سيكون عبئا علينا.
ومن خلال ما طرحت سابقا ومن النقاشات وتطارح الرؤى مع الآخرين وسماع بعض الأفكار التي تحتاج لبلورة لتناسب الظروف التي نمر بها حاولت تطوير هذه الفكرة بمساعدة صديقي والتي لا شك تفتقر إلى آرائكم الخيرة في تطويرها لكي نواصل البناء فيما استحسنت اسمه (الصندوق الخيري الاستثماري) الذي يقوم على مبدأ المساهمات واستثمارها وتوزيع الأرباح ثلاثة أثلاث ثلث للمساهمين وثلث للتطوير الإداري وثلث للفئة المحتاجة، ويتلخص ذلك في البنود التالية:
1 - بند المساهمين (ويخصص لهم الثلث من الأرباح) ضمن بعض الضوابط:
1 - وجود عقد لكل مساهم.
2 - تحديد قيمة مالية للسهم.
3 - للجميع حق الاشتراك.
4 - وضع رقم حساب بنكي موحد للصندوق.
5 - تعيين مكتب رئيسي للصندوق ويكون هناك فروع (وبما أننا مقبلون على الانتخابات البلدية بعد شهر رمضان للأحياء يتم تعيين مندوبين لديها من قبل الصندوق ممن لهم علم ودراية بأحوال سكان الحي جميعهم).
ب - بند تنمية أموال المساهمين بالصندوق وحتى يكون هناك مردود نشط لتنمية الأموال، وهذا مما لا علم لي فيه ولا خبرة وأجعله لأصحاب الخبرات في ذلك.
ج - بند المساعدات:
1 - ويخصص ما نسبته الثلث من الأرباح حسب دخل الصندوق.
2 - وجود لجنة متمكنة من دراسة جميع الطلبات وحسب العاجل منها لكل حالة وتقديم البيانات اللازمة وتوقيع المسئول عليها تمهيداً لصرفها.
3 - جزء من النسبة يخصص للأرامل واليتامى والفقراء.
4 - جزء من النسبة يخصص لمن يطلب الزواج من المساهمين..
5 - وجزء منها لبناء المساجد وترميمها إذا تمكنت من رصد اموال كافية لذلك حسب الدراسات المعدة.
6 - قيام الصندوق بمساعدة، قدر الإمكان، من عليه حق شرعي بدم.
وجميع ما ذكر آنفا يتم بعد دراسة الحالة وموافقة اللجنة لتتمكن فيما بعد في رصد الحالة العامة للشعب وعمل الاحصاءات اللازمة ليتوفر لدينا رصيد إحصائي وافر نبني من خلاله خططنا المستقبلية.
د - بندر الإدارة وفروعها:
1 - يدار الصندوق من قِبل المسؤولين الأكفاء والموظفين يحسبون في ذلك اجرا وتكون من الفئة الشابة ووجود لجنة متابعة ومحاسبة.. الخ.
2 - ويخصص له ما نسبته الثلث من الأرباح لتطوير الصندوق وزيادة نشاطاته واستثماراته ويكون للحكومة الدور الإشرافي والمحاسبي.
وإيجاد ما يسمى (لجنة المساهمات الخيرية دون عوائد) في الصندوق لوجود كثير من اهل الخير في بلادنا لا يريدون ارباحا على أموالهم وإنما هو لوجه الله خالصا وتجير جميعها ضمن بند المساعدات.
وسأذكر بعض الفوائد لهذا الصندوق في حالة تفعيله بالطريقة المأمولة:
1 - إن الغالبية - إن شاء الله - سيساهمون لأنه سيجمع بين أمرين الأجر العظيم وتفريج كربات المحتاجين والفوائد على ماله وهو رابح على الوجهين.
2 - القضاء بنسبة كبيرة على الفقر وخاصة غير المعترفين بفقرهم لإحاطة الطلبات بالسرية.
3 - خلق الكثير من الوظائف للسعوديين خاصة إذا كانت استثمارات الصندوق تخدم ذلك.
4 - الدور التنموي للصندوق وتدوير الأموال والاستفادة منها بأفضل الأشكال. إلى غير ذلك من الفوائد الجمة التي لا يتسع الأمر لذكرها.
واخيراً اسأل الله أن يوفقنا لكل خير لصالح إنجاح هذا الصندوق وان يسدد خطانا على الخير.
واسأل الله أن يديم الخير والعزة لهذه البلاد.
|