Monday 8th November,200411729العددالأثنين 25 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

جسر من العطاء إلى (دارفور) جسر من العطاء إلى (دارفور)
ناهد بنت أنور التادفي/عضو مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل- الرياض

هو التعبير الأسمى عن سماحة الروح، وأخلاق البر والعطاء عندما تتجاوز الإقليم الضيق، وتختصر المسافات لتلبي نداء كل محتاج، من أرض أخوة الإنسان للإنسان امتثالاً لتعاليم دين الإسلام الحنيف، وهو برهان باهر على سمو رجالات الأسرة المالكة الكريمة وتكريسهم المعنى الحقيقي البعيد عن الشعارات والصخب الإعلاني في توجيه كل الطاقات الممكنة لإغاثة الملهوفين هنا وهناك، ولو في أقاصي الأرض، وها هم يلبون نداء الواجب الإنساني ويمدون جسور الخير إلى ولاية دارفور المنكوبة.
ولعل من أنبل الأمور أن يأتينا هذا العلم من الآخرين، فرجالات المملكة يعملون بصمت ودون ضجيج ودون استعلاء في سبيل مرضاة الله سبحانه، وتنفيذاً لتعاليم الشريعة السمحة، وتأصيلاً لأخوة الإنسان في كل زمان ومكان، ويحضرني ما تحدث به المشير عبدالرحمن سوار الذهب رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في خطابه الذي ألقاه بمناسبة انعقاد الدورة السابعة لمجلس أمناء المنظمة، وأشار إلى أن الإغاثة السعودية التي وصلت الى دارفور قد استفاد منها أعداد كبيرة من النازحين من أبناء المناطق الحدودية التي تضررت بسبب الظروف الأخيرة التي مرت بها ولاية دارفور، وثمن الجهود التي تضطلع بها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز- حفظه الله-، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وفارس الخير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لصالح شعب دارفور.
ومن خلال حديث المشير سوار الذهب علمنا، وعلم العالم بأن المملكة بتوجيهات من المليك المفدى قامت بتسيير طائرات الإغاثة السعودية وإقامة جسر جوي متواصل، وذلك عبر جمعية الهلال الأحمر السعودي والمنظمات السعودية، وإرسال معونات متعددة الغايات والمرامي، منها الاغاثي بتوفير المأوى للنازحين، والصحي بإقامة عدد من المخيمات الطبية والعيادات المتخصصة، فضلا عن جهودها في إعمار المستشفيات المختلفة، وتوفير آلاف الأطنان من الأدوية والأجهزة العلاجية وإقامة المراكز الصحية التي تحققت فيها كل الخدمات الطبية (مثل المختبرات والصيدليات وغيرها) فضلا عن توفير الكادر الطبي، الامر الذي كان له أكبر أثر في التخفيف من معاناة النازحين.
إن هذا لعمري ليثلج الصدر فرحاً وحبوراً، ونحن نرفع رؤوسنا عالياً بأولياء أمورنا السباقين لفعل الخيرات، والذي يعطي الصورة النقية الواضحة عن نبل أسرة آل سعود الماجدة ورجالاتها الأوفياء، وكرامة الشعب السعودي بمؤسساته وأفراده الذي يتفاعل دائماً مع قضايا وهموم الأمة الإسلامية وكأنها قضية تخصه، وتمس حياته ومشاعره، من وحي شعوره الإنساني العميق الذي تربى عليه في مدرسة الأسرة المالكة الكريمة، ولم تتوقف العطاءات عند حد، فقد تفاعلت أيضاً من خلال جهود رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والمنظمات والهيئات السعودية الأخرى، مما أكد على أهمية الدور الذي تقوم به المملكة حكومة وشعباً، وهذا التصرف الإنساني المجيد أعطى للمملكة مكانة كبيرة من تقدير واحترام في نفوس المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وجعلها ملاذاً آمناً تلجأ إليه الشعوب والأقليات المسلمة في كل حين وأوان.
عطاءات المملكة العربية السعودية ليست وليدة اليوم فحيثما اشرأبت الأعناق تدعو الله أن يهيئ لها مغيثاً فلابد أن تتوجه تلقاء هذه البلاد الطيبة، والاغاثة في هذه البلاد لها منهج راسخ، فمنها لجان دائمة لتلبية الحاجات المستمرة من إخواننا، مثل اللجان الإغاثية العديدة لعون إخواننا في فلسطين والشيشان وكوسوفا والصومال، ومنها ما هو مربوط بوقته كإغاثة إخواننا في العراق وفي الجزائر وفي مصر وفي اليمن عندما حلت بهم النكبات فسارعت قيادتنا الرشيدة لإغاثتهم.
وهنا لابد أن نشيد بالجهود المضنية والمبادرات الكريمة التي قام بها سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض اللذين رأسا تلك اللجان، فمنحاها من خبرتهما ودعمهما الشيء الكثير.
ومن الجدير ذكره ما لفت المشير عبدالرحمن سوار الذهب الانتباه إليه في أنهم ينظرون إلى هذه العطاءات السعودية على أنها تعمل على التوحد في الهدف والمشاعر مع منكوبي دارفور، ولا شك في أنه إثبات للحضور السعودي في مواقع الحاجة، عبر عطاءات متعددة وشمولية، مما كان له أطيب الأثر والصدى الحميد عند المواطنين السودانيين في دارفور.
لله دركم يا ولاة أمرنا الأكارم وأنتم تحققون على أرض الواقع المعنى الحقيقي من الصلاح والإصلاح النابع من الذات، ومن القيم الإسلامية دون زيف ودون تظاهر ودون اللجوء إلى معارف بعيدة تنادي بإصلاحات مشبوهة قد تتعارض مع توجهاتنا الدينية والاجتماعية.
ولا أجد كلمة أخيرة غير أن أبتهل إلى العليّ القدير أن يسدد خطى أهل الخير، وأن يحفظ المملكة وأولياء الأمور فيها من كل شر وسوء وأن يسدد خطاهم ويوفقهم دائماً إلى فعل الخيرات، كما أسأله سبحانه أن يقيهم شرور الحاقدين وأن يحميهم بحماه، فهو المولى وهو النصير والله خير الشاهدين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved