عجيب أمر بعض الناس يوجه وينصح ويرشد، وتأتيه التوجيهات والنصائح من كل مكان ومع هذا لا يحرك ساكنا ولا تتغير أحواله وكأنه لم يسمع ولم يقرأ ذلك الكلام الذي فيه خير ونفع له في الدنيا والآخرة، وهذا بلا شك من شرار القوم، ومن أخسرهم وأتعسهم والا كيف تهدى وتسدى له النصائح والتوجيهات ومع هذا لا يأبه بذلك ولا يأخذ به ضاربا به عرض الحائط، وكأنه لا حياة فيه ولا احساس له، منطبق عليه قول الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيّا
ولكن لا حياة لمن تنادي
ونار لو نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد |
وانسان كهذا بالله عليكم كيف سيعيش؟ وكيف ستكون حياته إذا كان لا يتعلم من الحياة ولا يستفيد من تجارب ونصح الآخرين له؟، ان هذا وأمثاله من الناس لن يتقدموا ولن يصلوا إلى ما وصل اليه من استفاد من الآخرين واستمع لنصحهم، وعمل على تطبيق ذلك، وسوف يستمر على جهله وغبائه وتخلفه وهذا هو الواقع، وما أكثر من وقع في مستنقع الجهل والتخلف والرجعية بسبب التمسك بالرأي وعدم الاستماع للآخرين وما يقدمون من نصائح وتوجيهات، لذلك رأينا في مجتمعنا الكثير من هؤلاء وبليت الأمة بهم وبتخلفهم ورجعيتهم، فالناس تتقدم وهم يتأخرون،وكأني بهم ينطبق عليهم المثل القائل (مكانك سر)، لذا أتمنى أن ينبذ هؤلاء التخلف والرجعية ويرموا بها وراء ظهورهم، ويسعوا إلى التقدم والتعلم بأخذ ما يقدم لهم من نصائح وتوجيهات من الآخرين، والعمل على تحقيق ذلك، وهذا رجائي وما أتمناه في القريب العاجل، فعسى أن يلقى ما سطرت آذانا صاغية وقلوبا واعية.
|