المشروعات التي انطلقت أمس على يدي سمو ولي العهد والتي تسهم في إضافة المزيد من عمليات التطوير على المنطقة المركزية في مكة المكرمة ، تجيء في هذا الشهر الكريم لتنسجم مع طبيعة أيامه الخيِّرة ، مبشرة بنقلة نوعية في البلد الذي يمثل مهوى أفئدة أكثر من مليار مسلم على وجه الأرض ، كما أن ذلك يأتي ملبيا للتطلعات في رؤية مكة المكرمة وهي تزدان بالمزيد من المشروعات ، التي تخدم الملايين من ضيوف الرحمن والمعتمرين والزوار الذين يفدون إليها كل عام.
وإلى ذلك فهذه المشروعات هي إضافة لا غنى عنها لعمليات التطوير المستمرة في هذه البقعة المباركة ، والتي مكنت من تحقيق الفائدة القصوى والمثلى من مساحات محصورة في منطقة محددة يحتل الحرم المكي الشريف مركزها.
هذه النقلة الكبرى المتمثلة في مشروعات تطوير : جبل عمر وجبل خندقة وشعب عامر وجبل الكعبة ومستشفى أجياد والمنطقة المجاورة ومنطقة الشامية ، والتي تتكلف 30 مليار ريال تؤكد حركة التطوير المستمرة في مكة المكرمة ، التي تتواصل منذ عدة عقود لكنها وجدت دفعة قوية بالتوسعة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين ، التي شملت إلى جانب الحرم المكي الشريف الحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة ، وهي توسعات أتاحت للحرمين أن يستوعب كل منهما أكثر من مليون مصل في وقت واحد ، فيما بلغت تكاليف التوسعتين حوالي المائة مليار ريال.
ان الأهمية البالغة للبقاع المقدسة في أولويات هذه البلاد تجعل من عمليات التطوير هذه أمراً يحظى بعناية قصوى ، خصوصا في ظل التطورات التي تشهدها مختلف مجالات الأعمار والتقنيات المرتبطة بها على المستوى الدولي ، والتي ترى القيادة انه لا بد من الأخذ بها لضمان وصول الخدمات والتسهيلات المقدمة إلى ضيوف الرحمن ، إلى المستوى الذي يليق بهاتين البقعتين المقدستين.
هذه المشروعات الجديدة في مكة المكرمة تنسجم إذن مع خطط التوسعة في الحرمين ، وتضيف إليهما أبعادا مهمة .. فالتوسعات في الحرمين تستهدف زيادة القدرة الاستيعابية لهما ، أما المشروعات الجديدة التي دشنها سمو ولي العهد أمس ، فانها تلبي هدف الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة لتطوير جميع المناطق القريبة من الحرم المكي ، وتطوير الخطوط الدائرية والساحات القريبة منه ، لرفع القدرة على استيعاب الأعداد الكبيرة التي تفد للحج والعمرة ، وإيجاد وحدات سكنية نموذجية تستوعب تلك الأعداد المتزايدة عاما بعد الآخر.
وهكذا فان التعامل بمسؤولية تجاه هذه البقاع المقدسة يأتي في سياق الاستجابة لهذا التكليف المقدس الذي تتشرف به هذه البلاد ، والتي تدرك أن أقصى غايتها رضا المولى - عز وجل - من خلال خدمة الإسلام والمسلمين أينما كانوا ، انطلاقا من الأرض التي تتوجه إليها أفئدتهم كل لحظة من عمر الزمان.
|