Monday 8th November,200411729العددالأثنين 25 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

وعلامات وعلامات
(خير الناس أنفعهم للناس)!
عبدالفتاح أبومدين

من أجل الوطن، من أجل خدمة المجتمع.. كنت أريد أن أجعل عنوان هذه الكلمة: من أجل الوطن.. أو من أجل خدمة أبناء المجتمع، غير أني فضلت ما أثبته عنواناً، لأن فيه شمولاً كما تبين لي.. والذي يعمل لنفع الناس بعامة، على نحو ما، فالله وحده يثيبه ويجزيه خيراً، لأن الحق سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ونحن لا نظن فيمن يقدم على البر بمختلف أشكاله إلا خيراً، والتوفيق عزيز كما يقال..!
* قبل أيام، رأيت الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة في التلفاز، وحوله بعض شبابنا الذين أتيح لهم النجاح في التدريب الفني عبر شركة عبداللطيف جميل، ورأيت في عيونهم بريق السعادة، لأنهم حققوا أحلامهم عبر هذه الشركة، والذي رأيت نفوساً طامحة، لأنهم النموذج الحق الذي نريد، ليسوا خاملين، وليسوا كسالى، وإنما هم أنموذج يفتخر به، وننتظر المزيد من أمثالهم.. ومما استوقفني عبر تلك المتابعة أن الأمير عبدالمجيد راعي حفل التخرج، أحسست وكأنه أرتج عليه، وهو المتحدث القادر على الارتجال، وقد رأيناه في مناسبات مختلفة يتحدث بطلاقة فيما يشارك فيه.. وأدركت بحسي أن الأمير قد ألمح إلى ذلك، ومرجعية الموقف الفرحة والبهجة لما تحقق لشريحة طامحة من المواطنين الشبان، والحق انه موقف يرتج فيه على أي إنسان مخلص لوطنه وأمته!
* والحديث عن النجح والفرص التي أتيحت ومازالت متاحة لأبناء الوطن الغالي، الفضل فيها لله ثم لهذه الشركة الوطنية التي آلت على نفسها أن تهيئ الفرص للجادين، لكي يتعلموا ويتدربوا، ويتحقق لهم ما يحلمون به، ليكونوا أولا، ثم لخدمة وطنهم بجد وإخلاص وصدق!
* وعبر نماذج من ورق جاءني قبل شهرين، وشغلت عنها، إلى أن رأيت الناجحين حول الأمير الراعي الطامح، الذي يعمل جاداً، ويسعده ويغبطه ارتقاء وطنه في سبل الحياة كلها، ومواطن هذا البلد هو هاجس قيادتنا التي ما فتئت تعلن أن ثروة البلاد الأساس - المواطن - ومستقبله ورقيه وطموحه وعمله الذي يوصله بعون الله وتوفيقه إلى ما يدعم حياته، ليكون رمزاً، وهو قد تعلم وسمع، وهو يتابع رقي الشعوب في الأمم حوله عبر المعارف المعلنة في وسائل العرض من مذياع وتلفاز وصحافة وانترنت.. والإنسان الحي تواق وشغوف نحو ارتقاء حياته، لأنه أدرك أن الحياة المثلى لن تكون إلا لمن يسعى ويتعلم ويكد، ل - يكون - ذلك أن الإنسان في كل مكان، أما أن يكون، أو لا يكون، والخيار بيده، ودستورنا أعلن منذ أربعة عشر قرنا، ومازال اعلانه باقياً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، نقرأ في كتابنا العزيز قول الحق: (وقل اعملوا).. ومثل هذه الدعوة، رأينا رسولنا صلى الله عليه وسلم حين وجد شابا قويا في المسجد سأله عن هدفه، فقال: أتعبد، وسأله: من ينفق عليك؟ قال أخي، فقال معلم البشرية: أخوك أعبد منك.. ونقرأ التوجه نفسه عند الفاروق عمر رضي الله عنه الذي قال: إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.. وقبّل سيد الخلق عليه الصلاة والسلام يد عامل يكد في الحياة وينتج ليعول أهله ونفسه.. وذلك هو شعار الإسلام في الحياة - اعملوا - للحياة ولما بعد الحياة.. نحن أمة كما قال أحد شعرائها:


أمة تنشئ الحياة وتبني
كبناء الأبوة والأجداد

* ورأيت في برامج شركة عبداللطيف جميل الكثير مما ينفع الشباب من فرص التدريب والعمل، حرفا وتوظيفا وتدريبا عبر دورات في جدة، الرياض، مكة، الخبر، الدمام، القصيم، حائل، جازان، وآفاق عمل هذه الشركة تمتد بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا!
* ونجد في هذه الشركة صندوقاً مرجعيته - تايوتا - لتمويل المنح الدراسية، من أجل توفير احتياج المجتمع من القوة العاملة، وبرامج لسيدات الأعمال، وفرصا للراغبات في العمل في كل ما تحسن المرأة أداءه، لتتخصص فيه لدى صندوق عبداللطيف جميل للتأهيل المهني والحرفي، وتتطلب دورات تدريبية متخصصة يقوم الصندوق باعدادها وتحمل تكاليفها، ثم سدادها أقساطا بعد التحاق المتدربة بالعمل - دون فوائد! ولهذه الشركة الموفقة بتوفيق الله الكثير من بث المعروف في الوطن كإقامة الأربطة لمن لا عائل لهم، وعون المرضى والعمليات وأشياء كثيرة من سبل البر، والله يضاعف للمنفقين أجورا وأموالا إلى سبعمائة ضعف مما يقدمون في سبيل الله..!
* إذاً، فإن هذه الشركة الوطنية الرائدة تنهض بأعباء كبار، من أجل الوطن والمواطن والارتقاء به وتأهيله، ليصبح عضواً فاعلا في وطنه بنجاحه وطموحه، وهذا ما يفاخر به.. ولا ريب أن هناك مؤسسات وشركات في بلادنا، تعمل وتتيح للمواطن الطموح، لكي يحقق أحلامه، ينفع نفسه ووطنه.. وأرجو ان نرى المزيد من الشركات والبنوك والمؤسسات الوطنية، من يكون له هذا التوجه الكريم، لأن الوطن للجميع، وأن القادرين ينبغي ان يكون توجههم تلقائيا، لأن حق الوطن كبير على أبنائه، وخاصة القادرين، وان هذا الحس منطلق يعم القادرين في كل المجالات، وما أكثر ما نرى ونسمع عن أمم في الأرض يضرب بها الأمثال في سعيها لدعم أوطانها بما أفاء الله عليها من ثراء وعطاء، لأنها تدرك مسؤوليتها وحق الوطن عليها، وتريد ان تعطي بسخاء، لتذكر وتمجد ويضع لها التماثيل وما يحفظ أسماءها في ضمير المجتمع والتاريخ.. ونحن المسلمين ندرك من دستورنا وفقه التاريخ ما يدفعنا إلى الانفاق في سبيل الله والوطن، قال تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}. نرجو الله ان يحقق آمالنا الخيرة، لنكون من خير أمة!
* ولولا خشيتي من مطالبة الإدارة المالية بمؤسسة هذه الصحيفة بدفع قيمة هذا الموضوع - كإعلان - لأطلت الحديث عن وجوه البر ومن أعرف من أهله.
* مشكاة، قال الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله لمدير مكتبه الخاص: يا فلان، لو ذقت لذة العطاء لأنفقت كل ما عندك!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved