أضواء
تأجيل الاستحقاقات احتراماً لوضع الرمز الفلسطيني
جاسر عبدالعزيز الجاسر

من خلال سير الإجراءات الطبية التي تجرى للرئيس ياسر عرفات والتصريحات التي تصدر عن المستشفى الباريسي الذي يعالج فيه والمسئولين الفلسطينيين، يظهر أن فترة علاج الرئيس الفلسطيني ستطول، هذا إن لم تكن إرادة الله قد حلت، وهي متوقعة لكون كل إنسان ذائق الموت، والحالة الراهنة ل(أبو عمار) تجعل الحديث عن الوفاة غير مستغرب لكون التحسن الطفيف الذي طرأ على حالته الصحية جاء بعد أحاديث ذكرت أنه بين الحياة والموت، و-ونسأل لطف الله سبحانه وتعالى بقائد المجاهدين ياسر عرفات الذي أثارت أنباء تحسن صحته طفيفاً أجواء من البهجة والفرحة بين صفوف الفلسطينيين والعرب والمسلمين وكل البشر الرافضين للظلم والقهر.
المهم الشيء المؤكد أن الفلسطينيين يواجهون وضعاً استثنائياً ومحرجاً وفق كل المقاييس، فإن طالت فترة العلاج وبقي الرئيس في الخارج يتلقى العلاج لا بد وأن يترك فراغاً في السلطة، وإن توفاه الله وهي فرضية متوقعة بالرغم من دعواتنا والفلسطينيين له بطول العمر، إلا أن الأماني شيء والواقع شيء آخر، وهي حالة أيضاً ستترك فراغاً سياسياً وأمنياً وتنظيمياً، وهو ما يفرض على الفلسطينيين قادة وتنظيمات وفصائل وشعباً أن يتعاملوا مع هذا الوضع الاستثنائي تعاملاً يرتقي إلى أعلى مستويات المسئولية، ويأتي في مقدمته الالتزام الفلسطيني المسئول عن تأمين الأوضاع الأمنية داخل الأرض الفلسطينية من خلال البعد عن أي عمل أو خطوة تخرب الهدوء والاستقرار الأمني الذي يسيطر على الأراضي الفلسطينية منذ نقل الرئيس الفلسطيني للعلاج في فرنسا باستثناء التجاوزات والخروقات التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وقد كان لافتاً اجتماع رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (أبو العلاء) مساء يوم السبت الماضي بقادة الفصائل الفلسطينية ومسئولي الأجهزة الأمنية في قطاع غزة.
أبو العلاء شدد على أهمية تأمين الأمن للمواطن الفلسطيني وعدم الاحتكام للسلاح تحت أي ظرف، وضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية، وفرض سيادة القانون، مشيراً إلى أن الحوار الوطني الفلسطيني - الفلسطيني - سيتواصل للاتفاق على كافة القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني.
مسارعة (أبو العلاء) بالتوجه إلى قطاع غزة للتشاور والتفاهم مع قادة الفصائل الفلسطينية ومسئولي الأمن في القطاع الذين حصلت كثيراً فيما بينهم خلافات بل وحتى اشتباكات عمل مقدر.. ويأخذ في الاعتبار طبيعة المرحلة الحرجة الراهنة التي قد تطول، وهذا قد يدفع بعض الجهات الفلسطينية على القيام ببعض الأعمال لترتيب الأوضاع لخدمة أهدافها ومصالحها لما يتلاءم مع المرحلة القادمة سواء بشفاء الرئيس ياسر عرفات أو رحيله.
المهم أن يلتزم الفلسطينيون ب (الهدنة) التي فرضتها حالة الرئيس الرمز ياسر عرفات، وأن يحترموا ما يمر به قائد المجاهدين من ظروف صحية حرجة، وما يحيط بالوطن الفلسطيني من أخطار والتي تلزم الجميع بالبعد عن أي مغامرة أو تصرف مبني على جني استحقاقات قد تغري البعض خاصة إذا ما طالت فترة بقاء الرئيس الرمز (أبو عمار) خارج الوطن لفترة طويلة نسبياً.