Monday 8th November,200411729العددالأثنين 25 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

الرئة الثالثة الرئة الثالثة
قناة (الجزيرة) القطرية تقود فورة الشك!!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

سحابة من الشكِّ تغشى خاطري بين حين وآخر، فَتحْجُب عنه شمسَ اليقين، وتشْعل فيه ظمأَ التفاؤُل، كلَّما شاهدتُ مخرجَاتِ بعض الفضَائيات العربية، و(الجزيرة) القطرية خاصة، عَبْر تعاملها مع بعض همُوم بلادنا وقضاياها وأحداثها، فهي (تحشُر) أنفَها نبأً وعَرْضاً وتعْليقاً في شؤون بلادنا وشجُونها كلما طرأ طارئ، وقد (تُهَرْوِل) وراء شخص نكرة تزعم أنه قريبٌ من (قلب الحدث)، تستجدي منه المعلومة والرأيَ تعليقاً على الحدث، في محاولة ظاهرُها (الإعلام)، وباطنُها (كيدٌ) مبين!
***
** ولقد باتَ الحديثُ عن بعض الفضائيات العربية، وقناة (الجزيرة) القطرية أكثرَ تخْصيصاً، مشْحوناً بشيءٍ من الهمِّ وشيءٍ من الألم، وقدرٍ كبيرٍ من خَيبة الأمل! والأعجبُ من هذا وذاك أنَّ بعضَ هذه الفضائيات، وقناة (الجزيرة) على نحو ألدّ دلالةً وأشدّ تخْصيصاً، تحرقُ بخور التبشير ب (أكثر من رأي)، وتنفخُ مزامير (التعايش) مع (الرأي.. والرأي الآخر)، وتدّعي باطلاً أنَّ هذه الممارسة الفكرية تتمُّ (بلا حدود)، ثم يفاجأ المرء بأنَّ هذه الفضائيات، وقناة (الجزيرة) أبلغُ تمثيلاً، تسْبح في (الاتجاه المعاكس) لكثير من المبادئ والقيم والأعراف الخلقية والمهنية والسياسية والثقافية، حين تحولُ حرية التعبير إلى سوط تجلدُ به حريات الآخرين في التعبير، ثم لا تكتفي بهذا، بل قد (يختطفُ) بعضُ ضُيوفها عمداً و(بلا حدود) هيبة التاريخ وكرامة بعض رموزه وصانعيه، الأحياء منهم والأموات، تزييفاً أو تحريفاً أو تخويناً، ثم تُنصِّبُ نفسها في نهاية المطاف (شاهداً على التاريخ)!
***
** وأبلغُ شاهدٍ على (كيد) (الجزيرة) القطرية، تمثيلاً لا حصراً، استضافتها قبل نحو عام لغوغائي عربي مجهول الذكر والقدر اسْتَقْدَمَتْهُ من لندن ليتقوَّل على مؤسس كياننا الخالد؛ جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، بما تبرأ منه ذمة التاريخ، وتنكره ثوابت العقل والعدل. وقد مارس ذلك (الغوغائي المستورد) سادية بشعة افتراءً على بلادنا، وتهميشاً لمواقفها السخية تجاه القضية الفلسطينية، ولم يكتفِ (منجم) (الاتجاه المعاكس) فيصل القاسم بذلك، بل يبدو وكأنه قد (رتَّب) لقاءات هاتفية مسبقة الإعداد والتحضير مع أشخاص مشبوهي النوايا للحديث عن قضايا لا علاقة لها بموضوع ذلك البرنامج، استهدفت الإساءة المكشوفة للسعودية مكاناً ومكانة!
***
** يُضاف إلى هذا وذاك أن بعض الفضائيات العربية، و(الجزيرة) القطرية أكثر تخصيصاً، تُنصِّبُ نفسها بين حين وآخر (وليَّ أمرٍ) غير شرعي على العقل العربي. وباسم تلك الولاية السقيمة تبث أنفاساً يشم المرء من خلالها عفن الرغبة في تفريق العرب باسم وحدتهم، والتشكيك في هويتهم باسم الغيرة عليهم، وتسفيه مواقفهم باسم الدفاع عنهم!
***
** أحياناً يساورني شك أكاد من هوله أجزم بأن بعض تلك الفضائيات، و(الجزيرة) القطرية خاصة، ربما تكون (مخترَقة) صهيونياً، فتارة تبث برامج (ملغومة) العرض والغرض، وأخرى تستضيف أشخاصاً مشبوهي الهوى والهوية، يحملون (أجندة) مطرَّزة بقوالب من الحكم مسبق الصنع!
***
وبعد..
فإنني أرى أن العرب بحاجة ملحَّة إلى (انتفاضة إعلامية) ذكية الأداء، نقية السريرة، تظاهر كلمة الحق ولا تتظاهر بها أو عليها، وتملك من المواهب والقدرات والإمكانات ما يجعلها تخترق جدار الإعلام الصهيوني هناك في الغرب، والإعلام (المتصهين) هنا في الوطن العربي، أو حيثما كان!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved