ما أعنيه هنا هي (البشوت) وليس (البارشوت)، فالبشوت المعنية هي تلك التي يتردد أهلها على الإدارات الحكومية وكأنهم وإياها جزءٌ من الروتين والرتابة والمواعيد المؤجلة.
أعجب من أمر هذه (البشوت) التي يتوشحها البعض وبطريقة لا تخلو من ظرفٍ، وبؤسٍ أحياناً، مع تأكيدنا على أننا لا نعمم أو نجمل في هذه المشاهد، بل إننا نشير إلى هذه الظواهر من أجل أخذ العبرة ومعرفة أسباب هذا التقليد الذي قد يكون سبباً في عدم التطور في الأداء الوظيفي والخدمي في العديد من القطاعات التي تستقبل هذه البشوت وأهلها.
نظن أن في الرؤية خلطاً بين صور الوجاهة والخداع والتقليد، فالمسببات كثيرة مثل مبررات هؤلاء، فهناك من يرتديها بحالة رثة تعكس تعلقه في التقليد، وثانٍ يرتديه بشكل نشاز ومصطنع فكأنك تضع السرج على الثور، فقد تقوم هذه البشوت - من باب الطرفة - بمساعدة أهلها على السرعة في الأداء، والطواف بين المكاتب والممرات، أو حتى على الطيران من قطاعٍ لآخر، فيما نراها وقد تناقضت هيئات مرتديها بين يافعين يختالون بها بمناسبة وبغير مناسبة، وبين هرمين يرتدونها بوقار.
بعض الوصلات التي تقدمها هذه النوعية من المراجعين وعلى أكتافهم هذه العباءات - البشوت - قد لا تخلو من رؤية مستفهمة تجعلك في توقٍ للتعرف على الأسباب الحقيقية وراء ذلك، فيما تعود للمتاهة من جديد حينما تكتشف أن بعض المتجاوزين لمسألة البساطة والعفوية وهم (يترززون) بالبشوت لنفس الأهداف والأسباب أو بغيرها.. فالأمر في النهاية مجرد لوحة كلما دققت النظر فيها تكتشف مزيداً من تناقضاتها.. أليس كذلك؟
|