لحماية هذا الكيان شرع الإسلام واجبات وآداباً يرعاها كل من تزوج والزوجة داخل البيت حتى تستمر الصلة والمودة متينة وقوية وحتى لا تكون هناك أخطار ومشاكل داخلية.. وشرع واجبات وآداباً أخرى يتكفل بإقامتها المجتمع ممثلاً في الدولة حتى يحميها من الأخطار الخارجية التي تهدد بقاءها.
فقد أمر الزوج بالعمل والتكسب ليحمي زوجته وأولاده من آلام الفاقة والحرمان.. وأوصاه بزوجته خيراً.. وبغّض إليه الفرقة .. وحمله من التبعات ما يجعله يتوقف كثيراً قبل التجرؤ على الطلاق.
وأمر الزوجة بالأمانة في بيت زوجها وحفظ ماله.. ورعاية أولاده.. وأمرها بالتحبب إلى زوجها وطاعته ولطف المعاشرة معه.
وأمرهما بتربية الأولاد وحسن تأديبهم قال صلى الله عليه وسلم: (الزموا أولادكم وأحسنوا أدبهم) وأباح للمرأة الإفطار في رمضان إذا كانت مرضعاً حماية لها ولطفلها من الضعف والضرر.
فإذا ما تمت على وجهها المشروع كان البناء الداخلي متماسكاً لا تنال منه الأعاصير الهوجاء.. وتفرغ أعضاؤها للعمل البناء وإفراغ كل الطاقات المثمرة في نهضة الأمة ورعاية لمستقبلها. وشرع لذلك أيضاً حدوداً يرعاها المجتمع تكفل لكل أسرة امنها واستقرارها وتحميها من التصدع والانهيار. وأي رجل وأي امرأة في المجتمع كلاهما مأمور بغض النظر والاعتصام بالحياء من التردي في عواقب النظرة الخائنة حتى لا يفتتن أحد بجمال أحد فتتقوض دعائم الأسرة. قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} وقال: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}.
وأمر النساء بالتزام الحشمة والوقار ولا يبدين زينتهن للأجانب وألا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} وجعل الإسلام للبيت حرمة خاصة لا يجوز انتهاكها وحد حدوداً للزنى والقذف وكل أنواع الانحراف السلوكي الذي يؤدي إلى هدم الأسر وانصراف الطاقات الشابة للتسكع والجري وراء الرذيلة والفساد.
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتماً وعويلا |
|