في مثل هذا اليوم من عام 1973أستؤنفت العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين مصر والولايات المتحدة بعد قطيعة استمرت حوالي ست سنوات منذ العدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا والأردن في الخامس من يونيو عام 1967م.
وكانت العلاقات المصرية الأمريكية قد شهدت توترا مستمرا منذ قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 حيث سيطرت حالة من الشكوك المتبادلة بين القاهرة وواشنطن طوال سنوات حكم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
وتعرضت هذه العلاقة لضربة قوية بعد صفقة الأسلحة التشيكية التي عقدتها مصر مع الكتلة الشيوعية بزعامة الاتحاد السوفيتي عندما اشترت أسلحة من تشيكوسلوفاكيا الأمر الذي اعتبرته الولايات المتحدة انحيازاً إلى جانب الكتلة الشرقية في ذروة الحرب الباردة بين الشرق والغرب.
وردت أمريكا على صفقة الأسلحة التشيكية بالضغط على البنك الدولي لسحب تمويله لمشروع السد العالي المصري.
ولم ينجح الموقف الأمريكي المناهض للعدوان الثلاثي الذي شنته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا على مصر عام 1956 في تلطيف العلاقات المتوترة بين واشنطن والقاهرة. وجاءت حرب يونيو والتأييد الأمريكي الكامل لإسرائيل لتضع نهاية للخلاف المستتر بين البلدين حيث قررت مصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
وبعد رحيل جمال عبد الناصر في سبتمبر عام 1970 تولى الرئيس أنور السادات الحكم وكان يؤمن تماما بأن الولايات المتحدة هي القوة الرئيسية في العالم وأن المستقبل يجب أن يكون للعلاقات معها وليس مع الاتحاد السوفيتي.
ولم يكن السادات قادرا على إعادة العلاقات في ظل حالة اللا سلم واللا حرب بين مصر وإسرائيل وعدم الثأر لهزيمة يونيو.
ولكن في الوقت نفسه لم يتوقف عن إرسال الإشارات الإيجابية إلى واشنطن بدءا من طرد الخبراء الروس من مصر قبل حرب أكتوبر وحتى إرسال برقية إلى هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا مساء السادس من أكتوبر عام 1973 يبلغه فيها بأهداف مصر من وراء تحريك الموقف على الجبهة العسكرية. وكانت حرب أكتوبر والانتصار المصري العربي فيها والدور النشط الذي لعبته أمريكا في التوصل إلى قرار من مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار بعد ذلك هي المدخل إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية المصرية الأمريكية في السابع من نوفمبر عام 1973م.
وشهدت سنوات حكم السادات تقارباً مصرياً أمريكياً يصل إلى درجة التحالف حيث قال الرئيس السادات قولته المشهورة (إن 99 في المائة من أوراق اللعبة في يد أمريكا).
وبعد التوصل إلى اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 شهدت العلاقات بين واشنطن والقاهرة المزيد من النمو حيث أصبحت مصر ثاني أكبر متلقي للمعونات الأمريكية في العالم بعد إسرائيل.
وأصبحت السفارة الأمريكية في القاهرة أكبر سفارة أمريكية في العالم حتى احتلال العراق العام الماضي حيث أصبحت السفارة الأمريكية في بغداد هي الأكبر.
|