في مثل هذا اليوم من عام 1917 تمكنت القوات البريطانية بقيادة الجنرال اللنبي من الاستيلاء على قطاع غزة بفلسطين من القوات التركية.
وكانت تركيا تسيطر على فلسطين وسوريا ولبنان في إطار الدولة العثمانية عند قيام الحرب العالمية الأولى حيث انحازت تركيا إلى جانب ألمانيا والنمسا ضد بريطانيا وفرنسا مما أتاح الفرصة أمام بريطانيا إلى الاستيلاء على فلسطين.
وكان الاستيلاء على قطاع غزة جزءا من هجوم بريطاني استهدف الاستيلاء على فلسطين بالكامل لتنفيذ وعد وزير المستعمرات أرثر بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
وبعد الاستيلاء على قطاع غزة واصلت القوات البريطانية تقدمها فاستولت على المدن الفلسطينية مدينة تلو أخرى حتى وصلت القوات البريطانية بقيادة اللنبي إلى بيت المقدس حيث وقف على قبر صلاح الدين وقال قولته الشهيرة (ها قد عدنا يا صلاح الدين).
لم تواجه القوات البريطانية والفرنسية صعوبة كبيرة في الاستيلاء على الشام وطرد القوات التركية منها بعد الخدعة الكبيرة التي قام بها البريطانيون للعرب عندما عقدوا اتفاقا مع الشريف حسين أمير مكة في ذلك الوقت بأن تثور الشعوب العربية في الجزيرة العربية والشام ضد الوجود التركي وتساعد القوات البريطانية وحلفاءها مقابل قيام دولة عربية موحدة تشمل الجزيرة والشام فيما عرفت باسم مراسلات الحسين - مكماهون.
وفي الوقت الذي كانت تجرى فيها هذه المراسلات أصدرت حكومة بريطانيا وعد بلفور الذي يمنح فلسطين لليهود، وعقدت اتفاقا سريا مع فرنسا عرف باسم معاهدة سايكس - بيكو لتقسيم الممتلكات التركية في العالم العربي بين الدولتين.
وبالفعل انتهت الحرب العالمية الأولى باستيلاء فرنسا على سوريا ولبنان، فيما استولت بريطانيا على فلسطين والعراق وتلاشى حلم الدولة العربية، ليبدأ تنفيذ مشروع اقامة الدولة الصهيونية في فلسطين.
|