صدور أول دستور للمملكة الأردنية

في مثل هذا اليوم من عام 1951 صدر دستور المملكة الأردنية الهاشمية التي كانت تعرف باسم إمارة شرق الأردن.
وكانت إمارة شرق الأردن قد ظهرت في بداية الأمر خلال السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الأولى وحصول بريطانيا على حق الانتداب على منطقة نهر الأردن وفلسطين. وأطلقت بريطانيا اسم إمارة شرق الأردن على حوالي 80 في المائة من فلسطين.
وحصلت هذه الإمارة على ما يشبه الحكم الذاتي تحت الانتداب البريطاني.
وتولى عرش الإمارة الملك عبد الله الأول. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قررت بريطانيا فصل شرق الأردن عن باقي الأراضي الفلسطينية التي كانت في سبيلها إلى التقسيم بين العرب واليهود لإقامة دولة إسرائيل.
وظهرت إلى الوجود إمارة شرق الأردن تحت حكم الملك عبد الله الأول عام 1946.
وفي يوليو عام 1951 تعرض الملك عبد الله الأول لمحاولة اغتيال ناجحة على يد مسلح أثناء دخوله المسجد الأقصى في فلسطين المحتلة.
وكان الملك حسين حفيد الملك عبد الله في مكان الحادث ويقال إنه نجا من الموت بفضل ميدالية كان قد حصل عليها من جده قبل أيام حالت دون دخول الرصاصة إلى قلبه.
بعد رحيل الملك عبد الله الأول تولى الحكم ابنه الملك طلال والد الملك حسين.
وشهد عهده صدور دستور الأردن الذي أعلن البلاد مملكة أردنية هاشمية بدلا من إمارة شرق الأردن.
وبموجب هذا الدستور تبنت الأردن نظام الملكية الدستورية مع احتفاظ القصر الملكي بقدر أكبر من السلطة مقارنة بالملكيات الدستورية في أوروبا مثل بريطانيا.
ولكن الملك حسين انقلب على هذا الدستور بعد محاولة الانقلاب الفاشلة عام 1957 فحل البرلمان وانتهت فترة حكم الملكية الدستورية وانفرد الملك حسين بالملك والحكم.
وفي عام 1989 أعاد الملك حسين العمل بالدستور الليبرالي وتم انتخاب برلمان جديد للأردن وعادت تدريجيا الليبرالية للحياة السياسية في الأردن.
وفي عام 1992 سمح بتشكيل الأحزاب في الأردن مرة أخرى.
وأجريت في الأردن عام 1993 أول انتخابات نيابية متعددة الأحزاب منذ عام 1956 .
لم يستمر الملك طلال طويلا في الحكم ويقال أنه أصيب بمرض عقلي فخلعه ابنه الملك حسين منذ عام 1953. وعاش داخل القصور وبعيدا عن العرش حتى وفاته.
وقد استطاع الملك حسين الحفاظ على كيان المملكة الأردنية رغم الأزمات الإقليمية الكبيرة التي مرت بها المنطقة على مدى حوالي نصف قرن قضاها على عرش الأردن حتى رحيله عام 1999 .
كما أن الملك حسين عقد عام 1994 معاهدة سلام مع إسرائيل أنهت رسميا الحرب بين الجانبين.