Sunday 7th November,200411728العددالأحد 24 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "تحقيقات"

بسعيها وراء الكسب المادي ونشر الأفكار الغربية المقلدة: بسعيها وراء الكسب المادي ونشر الأفكار الغربية المقلدة:
فضائياتنا العربية تضع اللبنة الأولى لبناء جيل متناقض

  * نجران - حسن آل شرية:
.. ربما لا ندرك نتائج الغزو الفكري بشكل واضح على الأقل في وقتنا الحاضر لأن ملامحه ما زالت في طور التكوين.. ولكن القادم يشعرنا بالقلق على جيل بأكمله.. فبينما كان المفترض بنا كخير أمة أخرجت للناس أن نعلم العالم بأسره أسمى مبادىء الأخلاق الإنسانية التي بعث بها نبينا الهادي عليه أفضل الصلاة والسلام من كرم وصدق ووفاء وأمانة وعفة ونبل ورحمة وشجاعة ومحبة وصلة ومودة واحترام للذات الانسانية والعقل البشري الذي ميزنا به الله سبحانه وتعالى عن سائر مخلوقاته.. نجد أنفسنا بدعوى التحضر والتمدن والمعرفة نتعلم ونعلم ما هب ودب من الأخلاق التي لن أقول عنها شيئاً بل هي في جهة ومبادئنا وقيمنا الإسلامية العظيمة في جهة أخرى.. إننا برضانا ومشاهدتنا ومتابعتنا بلهفة وتعطش للأسف لما تعرضه أغلبية شاشاتنا العربية من برامج مخلة بالأخلاق والقيم السليمة إنما نبرر لأبنائنا إمكانية تواجد مثل تلك السلوكيات المخزية ضمن قالب شخصيتهم في المستقبل ونعطي الضوء الأخضر لاكتسابها...
إننا ومن منطلق الشعور الصادق بالانتماء لأمة عظيمة أنارت على مدى ألف وأربعمائة سنة مضت ظلام الجهل في هذا العالم لتنتشله من بحور العتمة والتخلف والخرافات والبدع وتضعه على شاطئ الأمان والرقي والحرية لنشعر بضرورة فتح باب القنوات الفضائية العربية من خلال التحقيق التالي:
في البداية تحدث محمد ريمان بالحارث عن هذا الموضوع قائلا... لكل شيء سلبيات وإيجابيات ولكن عندما تطغى السلبيات على الايجابيات يكون الضرر أكثر فنجد أن القنوات الفضائية أصبحت مصدرا للغزو الفكري بجميع أنواعه حيث الأثر واضح جداً ومتجلٍ على جيل الصغار فتجد الأطفال يرددون الأغاني المشهورة التي تحتوي على الكثير من المعاني المخالفة لتعليم ديننا الحنيف وهم لم يتجاوزوا بعد سن الثالثة فما بالك بالكبار.. كذلك نجد وللأسف كثيرا من الشباب والشابات يقلدون بنظرة عمياء أي شيء جديد وهذا في منتهى الخطورة.. كذلك نجد أن القنوات الفضائية أصبحت وسيلة لتكوين علاقات محرمة تتنافى مع قيمنا وديننا وذلك عن طريق (sms) بإرسال رسائل مسج تبدأ بكلمة (ممكن أتعرف) لتنتهي بعلاقة وهذه أبسط الصور وبداية الانحراف وخاصة عندما يكون الشخص في سن المراهقة وهي السن التي يكون فيها الولد و البنت مهيأين جدا لمثل هذه الأشياء ويبدأ التلاعب بالعواطف وتنتهي دائما بكارثة أو أزمة نفسية قد يكون الأمر أهون هنا ولكن عندما نجد قنوات فضائية تعرض برامج اختلاط بين النساء والشباب بداع أو بمسمى يتعلق بدراسة الفن مثل (استار أكاديمي) نجد التلاعب واضحا فالمسمى نبيل والهدف للأسف عكس ذلك.. كما أن هناك برامج أخرى كبرنامج سوبر ستار وغيره من البرامج تهتم بنشر الغزو الفكري الذي يركز في المقام الأول على مسح الأخلاق والفضيلة في المجتمع..
أخيرا أقول.. تعددت البرامج والقنوات ولكن هناك سؤال يريد إجابه..... ماهو أثر هذه القنوات مستقبلا على المجتمع وعلى الفرد؟؟ وسيكون الأثر أكبر وسيصبح المجتمع الذي عاش طويلا على الأخلاق الإسلامية العظيمة مجتمعا آخر وخريج تربية فضائية ضحلة يكون فيها نوع من التناقض بين المبادئ السامية والدين والإنسانية....
ختاما.. لطالما سمعنا بالغزو الفكري والغربي وكنا نخشاه.. ولكن لن نخشاه بعد اليوم.. لأن الغزو الفكري أصبح بقالب عربي يبث من قنوات فضائية عربية وهذه الكارثة فيا ترى ماذا يحمل لنا المستقبل وماذا يخفي لنا في جعبته..
كما تحدث علي بن محمد آل ذيبان قائلا... بالنسبة للبرامج التلفزيونية فما من شك في أن لها دورا مهما في تغذية الفكر وإنمائه لدى الشباب اليوم وذلك بجانب دور الأسرة والتعليم لذا وجب على القائمين على هذه البرامج الحرص في تقديم كل ما من شأنه أن يخدم أهدافنا وتطلعاتنا كأمة عظيمة تطمع للرقي والتحضر. ولكن المؤسف هو ما نشاهده اليوم على قنواتنا العربية من ابتعاد عن تلك البرامج الهادفة المفيدة حتى أصبحت نادرة التواجد على شاشاتها حتى كاد الدور الرئيس لهذه القنوات يقتصر على عرض كل ما يناقض مبادئ المشاهد العربي وقيمه الأصيلة.. إنها بالفعل تتحول بشكل تدريجي في مناخ من الحرية غير المسؤولة من أداة إيجابية إلى أداة سلبية تعمل بكل قوتها لهدم كل ما نتفاخر به من قيم إسلامية عظيمة كانت هي السبب وراء عزتنا ورقينا ورفعتنا في عالم يتخلى في كل لحظة من لحظاته عن قيمه ومبادئه الإنسانية..
ولعل المشاهد الكريم المدرك المتأمل يرى أن الأهداف الحقيقية لهذه البرامج المخلة بالأخلاق من فيديو كليبات وسوبر ستار وأفلام لا تراعي الدين والأخلاق وغيرها من البرامج الأخرى والكثيرة التي نخجل من مشاهدتها وبكل أسف على قنوات عربية تندرج تحت هدفين رئيسين هما:
- المكاسب المادية السريعة التي ستكلف أصحابها الكثير أمام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون.
- إشاعة الفساد والفاحشة والأخلاق المنافية لتعاليم ديننا الحنيف.
وفي ظل هذا الغزو الفكري الذي تسلل إلينا هذه المرة بملامح عربية.. توجب علينا جميعا وقفة حازمة أمام هذا السيل الجارف من البرامج الغربية عن مجتمعنا وهويتنا وديننا والتي تحمل بين طياتها رسائل إعلامية خطيرة تستهدف أولا وأخيراً طمس وتضليل عقول أجيالنا القادمة التي نعلق عليها الكثير من الأحلام والطموحات الكبار..
وجه الخطورة
تحدث مانع بن هادي دويس فقال... إن الشيء الخطير في هذه البرامج إلى جانب انحلالها وخلاعتها دخولها للكثير من بيوتنا العربية واكتسابها وفي وقت وجيز للكثير جدا من المشاهدين ومن كلا الجنسين لتصبح فيما بعد مدار حديثهم ونقاشهم اليومي..
إلى جانب هذا فهي تسعى إلى سحق الفضيلة في نفوس أبنائنا وهدم المفاهيم الصحيحة عندهم وإزالة حاجز النفرة بين المرأة والرجل الغريب عنها.. لذلك وجب علينا أن نزيل تلك النظارة الوردية من على أعيننا ونوقظ عقولنا من سباتها العميق لنرى الحقيقة كما هي وندرك أن هذه البرامج تختزل في مضمونها رسالة إعلامية مبطنة وخطيرة موجهة بعناية للعقل الباطن لدى شريحة مهمة في الأمة وهم جيلها الصاعد.. تهدف من ورائها إلى تنمية روح الاندماج بين الجنسين واشعارهم ببساطة إنه لا إشكال في بناء علاقات وصداقات بينهم كذلك تجعلهم ينظرون إلى مسألة تحسس الشابات من الشبان وطقوس الفضل بينهما على أنها أمور رجعية لا تتماشى مع عالم اليوم المنفتح.. ومع كثرة المشاهدة لهذه الرسائل الفاسدة وتكرارها يعتاد المشاهد عليها ويألفها وهنا تكمن الكارثة فرويدا رويدا تجد في نفسه المتخبطة المتناقضة المتذبذبة مكانا خصبا لكي تبذر أولى بذورها وتنمو مع الوقت حتى يستسيغها وبالتالي يطبقها..
كما أنها تجعل المشاهد يثير في نفسه نوع من التساؤل.. فيقول كل هذه القبل والرقصات والضم والغزل والاختلاء والكلمات الماجنة والمشاهد المخلة بالأخلاق والقيم على مرأى ومسمع من العالم العربي وعلى الهواء مباشرة ومع هذا يصوت الناس لهم ويشجعونهم ويرسلون الرسائل هنا وهناك على هذا الشريط وذاك.. فماذا يمنعني من مشاركتهم!
وهكذا تنجح هذه الرسالة الإعلامية الخبيثة من تتفيه الشباب العربي وتخريبهم.. ,هكذا تنتحر كل فضيلة في المجتمع ولا يبقى من القيم والأخلاق والمثل العليا إلا الشعارات الجوفاء..!
ختاما يجب الانتباه ونشر الوعي بالمضار الكامنة في مثل هذه البرامج وألا نترك أبناءنا وبناتنا عرضة لكل ما هب ودب في هذه الشاشة الفتاكة.
الفتاة المسلمة هي الهدف
كما تحدثت لنا الشابة نورة فقالت... من وجهة نظري أرى أن الفتاة العربية المسلمة المحافظة هي المستهدفة من كل هذا الغزو الإعلامي المبطن.. لأنها وكما أرى من أكثر المتأثرين به ومن ثم بهذه البرامج لسبب بسيط هو ملازمتها شبه الدائمة للبيت مما يعرضها بالتالي لرؤية هذه البرامج على اختلافها طوال اليوم وبشكل مكثف وبالتالي يكون وقع هذه الرسائل الإعلامية الضارة عليها أكبر من الشاب الذي قد يقضي معظم وقته بعيدا عن شاشة التلفزيون..
.. ولعلي الآن أدرك أن هذا المد الإعلامي الجارف يستهدف في المقام الأول أساس بناء أجيال هذه الأمة العظيمة وهي فتاة اليوم وأم المستقبل فإذا تمكنت هذه البرامج منها ستصل بسهولة إلى أجيال الغد التي ستتربى وتتخرج من تحت يد هذه الأم (المدرسة) المبرمجة مسبقا على هذه القنوات الفضائية.. ومما يؤكد صحة كلامي هو الواقع الملموس الآن فأكثر المتأثرين بهذا الغزو الفكري هن الفتيات فتجدهن أكثر المشاركات والمصوتات والمتابعات لمثل هذه البرامج وستجدهن بشكل أوضح في شريط الرسائل الذي يوجد في أسفل الشاشات في تلك القنوات الفضائية يراسلن ويطلبن التعارف وعقد الصداقات وهذا مما يدعو للأسف والخجل في نفس الوقت.. هل هؤلاء هن أمهات المستقبل اللاتي يعقد عليهن أحلام كبيرة في بناء جيلنا القادم..؟
.. كما إنها دلالة واضحة على أن هذه الرسائل الإعلامية السامة في تلك البرامج قد أعطت مفعولها داخل عقول بناتنا أمهات الغد.. وأنا ومن دافع الحب والغيرة والخوف على إخواتي في عالمنا العربي والإسلامي أطالبهن وأنصحهن بالوعي بما يحاك لهن والتعفف والترفع والرقي عن متابعة مثل هذه البرامج المخلة بشرف الفتاة العربية المسلمة المحافظة التي يغار من شرفها وعفتها نساء العالم أجمع.. كما أنصح الأسرة بمتابعة بناتهن ومعرفة ما يشاهدنه من برامج ومحاولة تثقيفهن وتوعيتهن بمضار مشاهدة مثل هذه البرامج.
طريق التيه يبدأ بقناة عربية
كما تحدثت جواهر قائلة.. إن الهدف الأول من هذا الغزو الفكري المكثف وفي هذا الوقت بالذات هو التأثير على بانية الأجيال وصانعتهم وهي الفتاة المسلمة العفيفة الشريفة وتحويلها من طريق الصلاح والهداية الذي نشأت عليه في أحضان التعاليم الإسلامية العظيمة إلى طريق التيه والضلال والفجور ليضيع بعد ذلك أي جيل يتخرج من تحت يدها.. هذا وبالفعل ما يجب أن نعيه وندركه لأننا إذا بقينا على غفلتنا هذه وشغفنا ومتابعتنا وتقليدنا لكل ما يأتي به أصحاب العقول العربية الفارغة من أفلام وأغان مشبعة بالإغراء والجنس وبرامج فاسدة تحث على الاختلاط والتعري سنجد أنفسنا في نهاية المطاف مجرد مخلوقات مقلدة لا إرادة لها أو رأي مسلوبة الحرية والهوية.. مهجنة لا تعرف لماضيها وجها ولا لمستقبلها صورة.. فأفيقوا قبل أن يغمرنا الطوفان..
نجوم بخلطة فضائية
وعن هذا الموضوع يقول محمد ماطر مدخلي أن هذه البرامج السلبية التي تعرض اليوم على أغلب قنواتنا العربية من أغان مصورة (فيديو كليب) ومسابقات لصناعة النجوم وأفلام تافهة وغيرها من تلك التي تختزل دور المرأة العربية في إطار الجنس والإغراء والاستعراض.. جميع هذا الغزو الفكري (العربي- العربي) وبأي شكل كان وصوله إلينا إنما يعتمد على اسلوب التخدير والتنويم المغناطيسي لعقول وطاقات تستطيع بإيمانها وعفتها وروحها المشعة الطاهرة أن تقدم الكثير.. إنها تسعى في المقام الأول إلى تغييب العقول وإلغاء دورها لدى شبابنا.. وأي جيل نتطلع إليه في الغد القادم إذا تركناه هكذا يتربى في أحضان هذه البرامج التافهة.. وعودنا على مسابقات النعومة والمياعة ونجومية التعري..! كيف يراد لهذا الجيل في ظل ما نراه اليوم أن يواجه التحديات المعاصرة والمستقبلية التي بوضعه الحالي لن يقدر حتى على مواجهة نفسه.
هذا من جهة.. أما من جهة أخرى فهذه البرامج ترمي إلى جعل هؤلاء النجوم الذين تقدمهم للمشاهد قدوة له.. فتبدأ حين ذلك القيم الكريمة والأخلاق الشريفة في الانهيار لدى جيلنا.. وإذا لم نتدارك الوضع بالحلول الناجحة والتوعية السليمة فأن ما نخافه يقع عاجلا أم آجلا.. قبل أن أختم هنالك تساؤل يجب أن تطرحه على نفسك لتكتشف الحقيقة.. فإذا كانت هذه البرامج وجدت لصنع النجوم فمن حقنا أن نعرف أي نجومية يسعون إلى تحقيقها؟
.. هل ساهموا في تحقيق المجد والرفعة لبلدانهم؟
أم توصلوا لاختراع آلات جديدة تساعد البشرية في حل مشكلاتها المعاصرة؟
أم حصلوا على جائزة نوبل في الطب فاكتشفوا علاجا للسرطان والايدز.. أم حققوا فتحا جديدا في مجال الفيزياء والكيمياء والفلك؟
أم لهم ميزة جديدة ومميزة في مجال الدعوة وهداية الناس؟
أم ماذا؟
ماهي نجوميتهم التي يسعون إلى تحقيقها؟
هل يعقل أن تكون النجومية والإبداع لدى العرب المسلمين الذين انتشلوا العالم بعلمهم وأخلاقهم من بحور الظلام والشعوذة والسحر والخرافات إلى شاطئ النور والحرية محصورة في الرقص والغناء؟ هل نحن فعلا في حاجة إلى زيادة نجوم الضياع..؟!
في ختام طرحنا لهذا الموضوع نعرض الحلول المقترحة لمواجهة هذا المد الإعلامي الجارف مثل هذه البرامج التي تمثل خطرا مباشرا على الناشئة والجيل الصاعد إذا لم تتم معالجتها بشكل مناسب وتوعية الأسرة والمجتمع بمضارها المستقبلية ومن تلك الحلول:
- الوعي التام بمضار ونتائج مثل هذه البرامج والأعمال الدخيلة على مجتمعنا المسلم المحافظ وتاثيرها المستقبلي على أجيالنا القادمة.
- رفض وانكار مثل هذه البرامج المخالفة لقيمنا وعاداتنا بدءا من أنفسنا وأسرنا ومجتمعنا.
- تنقية شاشاتنا داخل بيوتنا من هذه القنوات التي تبث هذه البرامج وألا تأخذنا العزة بالإثم فنتركها تحقيقاً لبعض الأفكار الخاطئة التي تدعو إلى تركها بدافع التحضر والثقافة.
- إحداث برامج فعالة ومبتكرة ومفيدة تستهوي شباب هذا العصر وفي نفس الوقت تواجه هذا العفن الإعلامي الجديد.
- محاولة تنقية إعلامنا العربي من كل هذه البرامج لما له من دور مهم في المساهمة في بناء جيل المستقبل الذي نعقد عليه الآمال الكبيرة.
- تطوير الحوار الدعوي الموجه للناشئة.. وتنويع أدوات الحوار والنقاش.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved