* كتب - سعود عبدالعزيز:
جاءت خطوة الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل بن فهد بالتعاقد مع المدرب الأرجنتيني كالديرون لقيادة منتخبنا الوطني في المنافسات القادمة مشجعة ورائعة؛ فالمدرب القادم لتولي زمام الأمور الفنية للأخضر يملك خبرة كروية عريضة اكتسبها من جراء مشاركته مع منتخب بلاده لسنوات عديدة، حقق فيها الكثير من الألقاب المميزة أبرزها بلوغ الأرجنتين لنهائي كأس العالم عام (90) ومواجهته لألمانيا في اللقاء الختامي والذي فازت به ألمانيا بضربة جزاء سجلت عن طريق أندرياس بريمه، وواصل كالديرون قيادة الدفاع الأرجنتيني وحمل شارة (الكابتن) في أكثر من (50) مباراة أثمرت عن الفوز بكأس كوبا أمريكا أكثر من مرة والتأهل لنهائيات كأس العالم والحصول على بطولة القارات الأولى على كأس الملك فهد عندما فازت الأرجنتين على منتخبنا السعودي (3- 1) سجلت عن طريق جابريل باتستوتا وكلاوديو كاينجيا وديجو سيمون، فيما سجل للأخضر الدولي الشهير سعيد العويران.
وبعد نهاية اللقاء صعد كالديرون الذي قاد منتخب بلاده لاستلام الكأس القارية كأول منتخب في العالم ينال اللقب الكبير.
وكالديرون -الذي سيشرف على منتخبنا الوطني في المرحلة القادمة وأقربها خوض كأس الخليج (17) والتي سيدافع نجومنا فيها عن لقبهم الذي حصلوا عليه في الرياض والكويت- يمثل أحد عناصر الجيل الجديد في مجال التدريب في دول أمريكا الجنوبية بعد أن قارب الجيل القديم على التقاعد والذي يترأسه البرازيلي ماريو زاجالو والأرجنتيني لويس سيزار مونيتي.
فمدرب منتخبنا الوطني القادم يملك فلسفة تدريبية مميزة اكتسبها من جراء خضوعه للإشراف الفني على يد كبار المدربين إبان مسيرته الاحترافية كلاعب والتي استمرت لأكثر من (15) عاماً دافع من خلالها عن ألوان أندية أرجنتينية شهيرة ومعروفة، فهو يعتمد على التوازن في الأداء ومنح اللاعبين الجدد الفرصة كاملة في إثبات وجودهم بعد أن يقوم بصقل موهبتهم، كما يملك الشجاعة الكافية في اتخاذ أصعب القرارات في الأوقات الحاسمة عندما يقتنع أنها تصب في مصلحة الفريق.
إن الأرجنتين تملك أعداداً ضخمة من المدربين، لكن كالديرون ورامون دياز وبيكرمان يمثلون أبرز الأسماء الصاعدة التي لديها كل مواصفات المدرب الناجح القادر على إعادة النجاحات التي حققها الشهير سيزار مونيتي.
إن السياسة الحالية المتبعة في جميع الأندية والمنتخبات في كل أرجاء العالم هي التعاقد مع مدربين تركوا الملاعب للتو كلاعبين لضمان تواجد الرغبة لديهم في نقل المعلومات التي امتلكوها للعناصر الجديدة فضلاً عن الرغبة الجامحة لديهم في الانخراط في عالم التدريب، كل هذه العوامل ساهمت في بروز أعداد ضخمة من المدربين باتت أسماؤهم رنانة في عالم التدريب رغم أنهم لم يعتزلوا إلا منذ سنوات قريبة جداً، فهذا الهولندي فرانك ريكارد يقود برشلونة، وماركو فان باستن تولى تدريب منتخب بلاده هولندا، ونجوم آخرون في سن كالديرون يقودون أندية ومنتخبات عالمية.
ومن هنا نسبة التفاؤل ستكون كبيرة بإذن الله في نجاح كالديرون مع الأخضر الذي يملك كل أدوات التفوق، فالجهاز الإداري واللاعبون يملكون مهارات، والجميع ينال الدعم الكامل من أمير الرياضة ومن سمو نائبه لتحقيق طموحات عشاق الأخضر بالمحافظة على كأس الخليج القادمة التي ستنطلق في دوحة قطر في 26-10-1425هـ بمشاركة (8) دول.
ومن ثم الذهاب إلى التصفيات المؤهلة لكأس العالم (2006) والتي يطمح كل عشاق الأخضر في بلوغه للمرة الرابعة على التوالي.
إن أكثر ما يحتاجه منتخبنا في المرحلة القادمة هو الدعم المعنوي من رجال الإعلام والوقوف مع المدرب القادم ومنحه الفرصة الكاملة لنقل أفكاره العالية لنجوم الأخضر حتى تظهر بصماته على أداء المنتخب. وعلى رجال الإعلام عدم الاستعجال في إصدار الأحكام ضد المدرب الجديد سواء بالسلب أو الإيجاب في مرة واحدة أو حتى بطولة كاملة، فهناك العديد من المدربين احتاجوا لسنوات لينقلوا أفكارهم الفنية للاعبين، وبعد ذلك حققوا نجاحات متتالية كما يفعل حالياً الفرنسي آرسن منجر مع الأرسنال وفيرجسون مع مانشستر يونايتد.
وإذا نال كالديرون وبقية اللاعبين والأجهزة الإدارية والفنية الدعم الكافي من رجال الإعلام فإنهم سيجدون الأجواء الصافية التي تساعدهم على العمل وتحقيق أفضل النتائج مع الأخضر في المنافسات الصعبة القادمة.
ولهذا يجب أن يكون الجميع في مستوى المسؤولية، وأن يعملوا لمصلحة الأخضر العليا، الذي يهمنا تفوقه، أما إذا واصل البعض تفضيل ميوله لناديه وترك الأخضر يواجه المشاكل الفنية من غياب لاعبين وغيرها، وبعدها يطالب بطرد المدرب كما فعلوا مع السابقين فإن الوضع سيستمر ولن يتغير في الأمر شيء.
في النهاية يجب أن نقف مع الأخضر ونكون سنداً له وندعم جهازه الفني الجديد ونقف مع نجومه ونبارك الخطوات التي قام بها أمير الشباب وسمو نائبه التي تصب في أن يواصل منتخبنا تألقه وسيطرته على البطولات الخليجية والقارية وبلوغ المونديال الذي هو حلم كل الرياضيين.
|