Sunday 7th November,200411728العددالأحد 24 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

من وحي ما تنشره الجزيرة عن أخبار اكتتاب شركة الاتصالات من وحي ما تنشره الجزيرة عن أخبار اكتتاب شركة الاتصالات

تابعت باندهاش عجيب هذا الركض المحموم والسباق المدعوم بحشود غفيرة وجموع كثيرة ، انطلقت فلولها صوب البنوك لالتقاط نماذج الاكتتاب بأسلوب ملأ الجو بسحب الصخب والضجيج ، ورسم مناخاً صعباً بتفاصيل الشكوى والتذمر ، فقد ذابت استمارات الاكتتاب بين أصابع الشح ، واصطفت الطوابير وتقاطرت الجموع ، وانداحت دائرة التساؤلات عن أخبار الاكتتاب لتحريك حسابات مجمدة ، والمشاركة في مسلسل الاكتتاب الذي بدا له سيناريو عجيب يكشف اندفاع شرائح المجتمع للحصول على قطعة أو فتات من كعكة الاكتتاب.
لا أدري ما الذي أصاب الناس وقد جرفتهم رياح الاكتتاب ولم يعد هناك فرق بين (جنون البقر) و(جنون البشر) ؟
لقد سمعنا عن وصف دقيق لمجريات الاكتتاب ، وقرأنا عبر الجزيرة ما حصل في بعض البنوك من مشادات وتعديات ومصادمات طالت حتى بعض موظفي البنوك ، من قبل أشخاص بلغوا درجة من الغيظ والانفعال بسبب نفاد كمية الاستمارات الخاصة بالاكتتاب ، بسبب سوء التنظيم وكثافة الراغبين في الاكتتاب الذين حطموا الأرقام القياسية في هذه العملية الاكتتابية .. ترى ما الذي جعل كثيراً من الناس يتحمس ويندفع باتجاه هذا الاكتتاب تحت ظلال لهاث مكتظ بمفردات الازدحام ؟ وما الذي أصاب القوم .. وجعلهم يهرولون فوق رصيف الاختناق ؟ أهو الجشع .. أم البحث عن مكسب مضمون أم المباهاة أمام الآخرين بالمشاركة ؟ وحتى النساء تحركت رغبة منفلتة في ذواتهن فهرعن نحو البنوك في سباق من نوع آخر ، وكأن الناس لم يستفيدوا من حركة الأسهم وما حصل فيها من ضحايا.
إن تجربة الاكتتاب في شركة الاتصالات الجديدة كشفت عدم قدرة جل الناس على استيعاب آلية الاكتتاب وقراءة مفرداته والنظر في أبعاده .. فالغالب من الناس ينساق أمام عمليات الاكتتاب ومشاريع الأسهم لمجرد التجربة أو التقليد ، وربما وقع البعض ضحية القروض واستدان كي يشارك في مساهمة معينة أو اكتتاب مطروح .. وربما تأثر بالجموع الهادرة والفلول الزاخرة ودخل في مسيرة القوم دون تفكير ، والمستفيد دائماً هم كبار المساهمين .. (أعجبني كاريكاتير صايل الجزيرة عدد 11713) وهو يتناول صغار المساهمين الضحايا وقد انتظرهم حيتان السوق) !!
ترى أين غابت ملامح الحكمة ولماذا ذابت مساحات التأني ؟.. نعم كبار المساهمين هم المستفيدون الحقيقيون الذين تركوا الركض واللهاث للمساهمين الصغار بأسهمهم المحدودة وآمالهم العريضة ، التي لا تنسجم مع لغة الاحتكار التي يمسك بخيوطها المساهمون الكبار الذين هيمنوا على النسبة الأكبر .. وتركوا حوالي ثلاثة ملايين مساهم يتزاحمون على الفتات .. وعلى مكاسب ضئيلة لا تواكب تعبهم إن لم تكن هناك خسائر لهؤلاء المساهمين المغلوبين.
لقد كان سوء التنظيم وسوء التوقيت أبرز ما في هذه القضية ، حيث وقع جل المساهمين من المواطنين تحت ظلال الاختناق والازدحام ومعاناة الطوابير .. وكأن الناس في أزمة خبز أو شعير .. ولم يكن ثمة آلية ملائمة بأسلوب حديث يستغل التقنية لخدمة المساهمين.
وقفات
- للأسف يجهل كثير من شرائح المجتمع ثقافة الأسهم وأبعاد عروض المساهمات المطروحة ، ومع ذلك يندفع فوق متن المغامرة وتجريب الحظ والمستفيد هم الممسكون بزمام تلك المساهمات..
- استطاع هذا الاكتتاب إخراج حواء من عزلتها المالية ولتكسر إطار الصمت .. فكان للمرأة مشاركة احتفائية بهذا الاكتتاب .. الذي حرك حساباتها المجمدة !!
- سيطرت أخبار الاكتتاب على أحاديث المجالس ، وكأن معشر القوم قد تحولوا إلى محللين اقتصاديين .. وخبراء تجاريين !! تحت حمى التوقعات .
- هل ثمة آلية عادلة لحماية المساهمين الصغار من جشع كبار المساهمين الذين يجيدون رسم دوائر الإغراء لسحب الضحايا من المغامرين ؟
- طالب سعد البواردي الجهات المختصة بحماية المواطن وإلغاء احتكار الأسهم من قبل كبار المساهمين لصالح المواطن العادي ، الذي يبحث عن فرص عادلة للمساهمة (الجزيرة عدد 11716) .. رأي وجيه ووجهة نظر جميلة.
- ما زال للبوح بقية .. وما زال لعروض الاكتتاب حكايات جديدة .. في هذا المسلسل المثير .. ولن نقول : وأدرك شهريار الصباح .. فسكتت عن الكلام المباح .
- اشتكى كثير من المساهمين من نفاد الاستمارات وظهور سوق سوداء لبيع تلك الاستمارات بمبالغ خيالية لتصبح تجارة أخرى !!

محمد بن عبد العزيز الموسى
بريدة ص. ب 915


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved