يوجه معظم صانعي السيارات جهودهم لتجهيز مركباتهم بآخر الأنظمة والبرامج في مجال الترفيه والأمن والسلامة، وذلك لاستقطاب العملاء.
بينما تقل تلك التجهيزات في السيارات الشعبية التي يبحث زبائنها عن وسيلة نقل مجدية.
ولكن بعض الشركات الكبيرة والتي تنتج عدة موديلات في مختلف الفئات يختلف اتجاهها وتضع استراتيجية عامة للمحركات فمثلا مجموعة جنرال موتورز التي تشمل ماركاتها قسماً نخبوياً يضم كاديلاك وساب في قطاعات السيارات السياحية والشاحنات الخفيفة، وهامر في قطاع الشاحنات الخفيفة والنخبوية التوجه، وأقساماً أخرى، تحت النخبوية مباشرة مثل بويك أو رياضية مثل بونتياك أو فتية مثل ساترن أو شعبية مثل شيفروليه ودايوو وأوبل هذه المجموعة وضعت في استراتيجيتها العامة للمحركات ثلاثة توجهات أساسية:
التوجه الأول: فئة محركات القيمة العالية والموجهة إلى متطلبات السيارات الشعبية الخاصة بتلبية حاجات نقل عقلانية، بأرخص أسعار الشراء والتأمين والصيانة وأقل خسارة ممكنة عند إعادة بيع السيارة. وتلك هي أكثر المحركات إنتاجاً، وتعود إلى توجهها إلى أوسع القواعد الاستهلاكية في اي بلد في العالم.
التوجه الثاني: فئة محركات (الصورة) image، حسب وصف جنرال موتورز، وهي مخصصة للنهوض بصورة ماركة بكاملها وتشجيع مبيعات موديلاتها الأخرى الشعبية. ولا تمثل هذه المحركات سوى واحد في المائة تقريبا من إنتاج جنرال موتورز، فمثلا محرك كورفيت يأتي مع الموديل لتلبية رغبة زبائن كورفيت وبعض الموديلات الأخرى حادة الأداء لدى المجموعة الأميركية.
كما أنه يساهم أيضاً في تنشيط صورة شيفروليه لبيع الشعبي من موديلاتها بالاستفادة من وهج الصورة الرياضية المشعة حول موديل كورفيت.
التوجه الثالث: فئة المحركات المجهزة بأحدث المواصفات التقنية في سيارة نخبوية التوجه مع تكلفة تبقي التسعير في هوامش تنافسية تجاه العروض الألمانية واليابانية المواجهة. وتلك هي مهمة عائلة محركات جنرال موتورز الجديدة ذات الأسطوانات الست V6، والآخذة في الانتشار لدى بعض ماركاتها.
محركات LY7
تتمتع عائلة محركات جنرال موتورز الجديدة LY7 بأحدث المقومات التقنية المتوفرة في صناعة المحركات العصرية، وقد بدأ برنامج تطوير هذه المحركات في شباط -فبراير من عام 1999م وبدأ إطلاق محركاتها في بعض موديلات هذا العام، وتعتمد هذه المحركات الآتي:
1- الألومينيوم لقالب المحرك وغطائه.
2 - سلسلة معدنية مع مسننات لتشغيل عمودَي كامات علويين فوق كل من صفَّي الأسطوانات مع أربعة صمامات لكل من الأسطوانات الستة V6 المتقابلة.
3 - نظام توقيت متبدل باستمرار لكامات تشغيل صمامات السحب والتنفيس حسب حاجة المحرك تبعاً لجودة الوقود وطبيعة القيادة والحمولة والمناخ.
ويستغل نظام التوقيت المتبدل وحدة خاضعة للإدارة الإلكترونية لوظائف المحرك، وتتحكم هيدروليكياً بوحدة تشغيل طوري phaser من شأنها السماح بتعديل نمط دوران العجلة المسننة المركّبة في طرف كل من الأعمدة الأربعة المشغّلة للكامات عن دوران العمود المرفقي الذي يشغّل أساساً أعمدة الكامات بواسطة السلسلة ناقلة للحركة بينهما.
وبذلك تجيز وحدة التشغيل الطوري المركبة لكل من أعمدة الكامات الأربعة، فارق دوران متبدّلاً لتعديل توقيت فتح صمامات سحب مزيج الهواء - الوقود والأخرى التي تنفّس الغازات المحترقة، وتحقيق التفاوت النسبي بين دورتَي العمود المرفقي من جهة، وبين أعمدة الكامات من جهة أخرى.
وهذه التقنية تساهم في تحسين استغلال الوقود المحروق، مع تخفيف الاستهلاك والتلويث من جهة، ومن جهة أخرى، زيادة القوة وعزم الدوران.
4 - أنابيب سحب مختلفة الغزارة فيدخل الهواء إلى المحرك من ممرات محدودة في مجالات الدوران المنخفضة، لتحسين عامل الشفط وتلبية عزم الدوران، قبل فتح ممرات إضافية لتغزير تدفق الهواء في مجالات الدوران المتوسطة إلى العالية وتلبية حاجات المحرك المتزايدة عندها إلى الهواء والبنزين. واعتمد مهندسو عائلة المحركات الجديدة أنابيب سحب متوازية الطول لكل من شقَّي V، سعياً إلى مزيد من النعومة الصوتية.
5 - أحدث أنظمة الإدارة الإلكترونية لوظائف المحرك، وهو من إنتاج بوش، فئة موترونيك 9 بقدرة 32 بت. وتشير كلمة موترونيك إلى تنسيق الإشعال والبخ وفقاً لحسابات وحدة التحكم الإلكتروني، وقد كانت الوظيفتان مستقلتين عن بعضهما حتى إطلاق أول أنظمة موترونيك في BMW 732i قبل 25 عاماً، ويتضمن نظام الإدارة الإلكترونية في عائلة محركات جنرال موتورز الجديدة وحدة تحكم شديدة المقاومة بفعل تصغير حجمها وزيادة قدرة تحملها للحرارة حتى 110 درجات مئوية وللارتجاجات والصدمات حتى 30 ضعفاً من قوة جاذبية الأرض.
6 - اتصال إلكتروني بين دواسة الوقود ونظام البخ، أي من دون السلك الميكانيكي، بحيث يصل بخ الوقود بدقة تزيد فاعلية استغلال الطاقة من جهة، وتساهم من جهة أخرى في تخفيف التلويث والضجيج وتزيل الارتجاجات البسيطة التي كانت تزعج القدم اليمنى بعد قيادة طويلة.
7 - إشعال مباشر، اي من دون الموزّع التقليدي، مع ملف حث خاص بكل شمعة إشعال، وهو عنصر يساهم في زيادة فاعلية الإشعال وفي تخفيف استهلاك الوقود، وشمعات إشعال تصل خدمتها إلى 160 ألف كلم.
8 - تجهيز كل من الأسطوانات براصد للطقطقة الناتجة عن سوء الاشتعال بدلا من راصد واحد لكل من صفَّي الأسطوانات.
9 - تصنيع أذرع التوصيل الناقلة للحركة من الفولاذ المفتت قبل ضغطه حرارياً في مقاييس دقيقة، مع مكابس مصنوعة من الألومينيوم.
10 - بخ الزيت مضغوطاً صعوداً في اتجاه المكابس لتبريدها فتزداد قوة لإطالة عمر المحرك وتخفيف الضجيج الاحتكاكي بفضل زيادة كمية الزيت المتدفقة بقوة من بخاخات الزيت الستة السفلية.
الأهداف والمهام
تمتع عائلة المحركات المتوفرة في صيغة 3.6 ليترات، بأحدث المقومات التقنية التي تسمح لها باستخراج نحو 70 إلى 75 حصاناً من كل ألف سنتم مكعب وخصوصاً مع مستويات عزم دوران نشطة منذ أدنى مجالات دوران المحرك هو المعيار الحقيقي للنجاح، ولكن أهدافها تتعدى ذلك إلى المعيارية في البعدين التسويقي والتقني لأن عائلة المحركات الجديدة عالمية يتم إنتاجها في عدد من مصانع جنرال موتورز حول العالم. فهي مثلا تنتج في أونتاريو بكندا وفي بورت ملبورن في فيكتوريا في أستراليا.
ومن الميزات التقنية إمكانية استغلالها في صيغ تقنية مختلفة منها:
1 - سعات مختلفة ومتدرجة من سعة 2.8 إلى 3.2 و3.6 ليترات، إضافة لسعة 3.8 و4.0 ليترات في حال الاستعاضة عن القمصان الداخلية للاسطوانات بتلبيس معدني خاص للوجه الداخلي لكل أسطوانة.
2 - الحصول على قوة تتدرج حسب الفئات من 200 إلى نحو 370 حصاناً، وعزم يتدرج ايضاً من 270 إلى 475 نيوتون -متر.
3 - تقنيات تلقيم مختلفة مثل السحب العادي، أو مع تقنية الشحن التوربيني لسعتَي 2.8 أو 3.2 ليترات.
4 - يمكن استعمال وقود متنوع البنزين أو المازوت - الديزل.
5 - البخ البنزيني المباشر الذي يبخ الوقود مباشرة في غرف الاحتراق، أو غير المباشر الذي يبخ الوقود في ممر مشترك قبل وصول مزيج الهواء -الوقود إلى فتحات صمامات السحب للعبور إلى غرف الاحتراق.
المعايير التسويقية
يمكن استغلال عائلة المحركات الجديدة في صيغ تسويقية مختلفة منها:
الأولى: عروض السيدان متوسطة -كبيرة الحجم مثل موديل بويك لاكروس الذي سيطل خريف العام الحالي في أميركا الشمالية كموديل العام 2005، أو كبيرة الحجم مثل كاديلاك CTS أو الكبيرة العليا مثل STS الجديدة.
الثانية: عروض الكروسوفر مثل كاديلاك SRX وبويك رانديفو.
الثالثة: تركيب المحرك في الاتجاه الطولي مع الدفع الخلفي RWD ، كما هي الحال في كاديلاك CTS، أو تركيبه عرضياً مع الدفع الرباعي AWD مثل سيارة كاديلاك STS وكذلك SRX، أو حتى مع الدفع الأمامي FWD كما هي الحال في بويك لاكروس، وقد صمم حوض زيت المحرك في أكثر من شكل، بما يسمح بدخول نصفَي المحور الأمامي عبره في الفئات الرباعية الدفع.
الرابعة: مع صيغة المحركات الهجينة المتوازية البنزينية - الكهربائية أو محركات الديزل - الكهربائية حيث يمكن ان يتكامل فيها عمل المحركات الوقودية والكهربائية معاً فيرسل المحرك الحركة إلى عجلتَي الدفع، من المحرك البنزيني أو من البطارية حسب الضرورة، ويعمل المحرك الكهربائي إما كمولّد يشحن البطاريات عند عمل المحرك البنزيني، أو كمحرك كهربائي دافع لعجلتَي الدفع، من دون شحن البطاريات في هذه الحالة.
أما المحرك الهجين المتسلسل العمل فهو ينقل قوة المحرك البنزيني إلى المولد الكهربائي ومنه إما إلى البطارية أو إلى محرّك كهربائي يشغّل عجلتَي الدفع.
وهو نظام لا يربط مباشرة بين محرك البنزين وبين عجلتَي الدفع، بل تتسلسل فيه قوة الدفع في اتجاه واحد، عبر مراحل متلاحقة، فلا تصل إلى العجلتين إلا القوة الكهربائية، إما من المولّد أو من البطارية.
وتتوافر صيغة المحرك الهجين المتسلسل -المتوازي، وهو المعتمد في تويوتا بريوس، فيستغل فوائد النظامَين السابقين بتضمينه محركين كهربائيين يلعب أولهما دور المولّد المغذي للبطاريات والثاني دور المحرك الدافع، فتصل قوة الدفع إلى العجلتين إما من المحرك البنزيني وحده، أو من الكهربائي وحده، أو من الاثنين معاً بنسب متبدلة باستمرار وفقاً لمتطلبات الأداء وتخفيف الاستهلاك والتلويث معاً، فينتقل قسم من قوة المحرك البنزيني إلى العجلتين، وقسم آخر منه أيضاً، لكن إلى المولّد لمواصلة شحن البطاريات.
| 
"نادى السيارات"