Sunday 7th November,200411728العددالأحد 24 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

نوافذ نوافذ
وقود المرحلة
أميمة الخميس

عندما يكون هناك صراع مجتمعي واضح بين قمة التأييد وقمة الرفض والاستنكار، نعرف عندها بأن هناك حالة تغير وحراك، لا نستطيع أن نطلق عليها أحكام الجودة والسوء، كل الذي نستطيع ملاحظته بأنها خلقت حالة وهذه الحالة تحديداً ناتجة عن حراك اجتماعي وأسئلة مكهربة، قذفت وسط غرف كانت مقفلة على الصمت والمقدس الذي لا يمكن المساس به.
وبالتأكيد هذا ينطبق على مسلسل (طاش ما طاش) ولا أود هنا مقارنته من خلال نقد فني أو درامي، ولا أود تناوله كظاهرة فنية محلية أنهت عامها الثاني عشر، في ظل منافسة عربية وعالمية شرسة، لكن ما أود التطرق له على وجه التحديد الحالة الاجتماعية التي خلقها هذا المسلسل.
وستكون مرجعيتي هنا مشاهدات تتكرر كل عام بلا توقف..
1- يحظى المسلسل بمتابعة واسعة سواء بين المستمتعين أو المستاءين لكن المسلسل يختطف الجماهير من جميع القنوات، لا سيما الأطفال على الرغم من أن بعض الطروحات تتجاوز مداركهم الغضة، ولكن مقدمة (طاش ما طاش) تبقيهم متسمرين أمام الشاشة، لذا نستطيع أن نقول هنا بأنه خلق حالة اتصال بين الاجتماعي والفني في مجتمع تكاد تتلاشى فيه الفنون وتندثر.
2- قابل هذه الجماهيرية الطاغية من جانب آخر مقاومة شرسة من قبل المؤسسة التقليدية، وصلت إلى حد المنع والإقصاء، إذاً نعرف هنا بأن المسلسل اقتحم أماكن حساسة وخطرة في هذه المؤسسة، ولعل الدارس لمجتمعنا في المستقبل سوف يرصد طاش ما طاش كأحد ملامح مشروع التجديد والمعاصرة في المملكة.
3- واستيفاء للنقطة السابقة، نصل إلى ان المسلسل نفسه قد استجلب جميع المقصى والممنوع في الغرف المظلمة ووضعه على طاولة التشريح ليصبح قابلا للمناقشة، وليس (تابو) ممنوعاً.. قد يستمد البعض قوته من هذا المنع.
4- (طاش ما طاش) مسلسل مخلص، وطوال اثني عشر عاما كان مخلصا لهموم المكان والزمان وعبر عنها بصدق واستبسال، بل أنه تحول إلى مؤشر يمكن متابعته من قبل المهتمين للتعرف على المناطق الساخنة في المجتمع. هذا المسلسل أنهى عامه الثاني عشر بكل التحدي والإصرار، وهذا المسلسل يخلق حالة.. تحولت إلى ظاهرة شئنا أم أبينا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved