هناك أشياء جميلة ورائعة في رمضان .. منها ما هو قديم ومأثور عن السلف .. ومنها ما هو جديد.
** وتفطير الصائمين في المساجد .. هو مشروع رائع استحدث في السنوات الأخيرة .. وكان معروفاً في سنين خلت .. لكنه قليل ومقتصر على أماكن أو مساجد محددة وبشكل بسيط للغاية .. ولكن في السنوات الأخيرة صار كل مسجد فيه إفطار صائم .. وصار كل مسجد يقيم مأدبة عشاء ضخمة .. ويفرش أكثر من (سماط) طويل عليه ما لذ وطاب من أصناف المأكولات والأغذية والفواكه والمشروبات (لبن .. عصير .. ماء .. حليب .. فواكه) وصار مجموعة ضخمة من العمالة يقصدون هذه المساجد .. وارتاحوا من (عشاء العزبة) وصداع العشاء والفطور .. فالعامل ينام حتى قبيل المغرب .. أو يعمل حتى قبيل المغرب .. ثم يتجه إلى المسجد ويأكل ويشرب حتى يشبع .. ثم ينصرف إلى بيته أو عمله ..
** وتبعاً لإفطار الصائمين في المساجد .. صار أئمة المساجد يؤخرون الإقامة للمغرب .. ينتظرون هؤلاء العمال يأكلون حتى يشبعوا .. ولأنهم لو استعجلوا عليهم .. لتركوا الأكل.
** هذه المائدة .. وهذا الإفطار .. له عشرات الفوائد والمنافع التي يصعب حصرها.
** غير أن بعض العلماء .. لديهم تحفظ عليها .. وقال هؤلاء الفقهاء : إن هذا لم يؤُثر عن السلف الصالح .. وأنه لم يُعرف عنهم مثل هذا التجمع للإفطار الجماعي في المساجد.
* أما السلبية الأخيرة .. فهي التفاخر والمباهاة من مسجد لآخر حول الجبة ونوعية الأكل .. حيث يصاحب ذلك حسبما نُقل لنا .. شيئ من المباهاة والتفاخر والإسراف في الوجبات ( في بعض الأماكن) وليس كلها .. والحكم هنا .. ليس للتعميم .. بل هي ملاحظة أو ملاحظات .. وردت ولم نتحقق من صحتها.
** وقد سمعت أحد الدعاة (جزاه الله خيراً) ، وهو يحذر من الإسراف في وجبات تفطير الصائمين .. وينبه .. إلى أنه ينبغي الاقتصار على الضروري.
** وفي الجملة .. فان هذا المشروع .. رغم ما يعتريه من سلبيات وأخطاء يمكن التحكم فيها .. فإن له إيجابيات كثيرة للغاية .. ويبدو أن هذا المشروع - إفطار صائم - (تحت الدراسة) .. والله المستعان.
|