Sunday 7th November,200411728العددالأحد 24 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

حرب الأشمغة حرب الأشمغة
سلطان بن محمد المالك (*)

في شهر رمضان المبارك من كل عام ومع قرب عيد الفطر تنشب حرب شرسة في قطاع سوق الأشمغة (جمع شماغ) بين وكلاء ومنتجي وبائعي الأشمغة، وهذه الحرب غالباً تأخذ شكلين، الأول حرب بين موردي ووكلاء العلامات التجارية الخاصة بالأشمغة على كافة أنواعها والمنتجين المحليين، أما النوع الآخر فهو حرب بين هؤلاء التجار الموردين والمنتجين وبين تجار بيع الأشمغة المقلدة المصنعة في شرق آسيا والتي تغزو السوق بشكل مخيف وتباع بأسعار زهيدة جداً يصل بعضها إلى سعر 15 ريالاً.. ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو ما رأيته عند خروجي من المسجد من بيع أشمغة مقلدة لعلامات تجارية معروفة يصعب على أي شخص أن يكتشف الغش فيها بسهولة.
يلاحظ في الفترة الأخيرة انتشار باعة متجولين يتواجدون في أماكن التجمعات أو عند المساجد أو خارج بعض المطاعم والمقاهي التي يرتادها الشباب لبيع أنواع مقلدة من الأشمغة لأسماء ماركات عريقة بأسعار زهيدة جداً، وهذا هو سبب نشوب حرب في الأسعار بين الشركات.. في اعتقادي أن حرب الأسعار التي تحدث في السوق تلاقي ترحيباً من جميع فئات المستهلكين، حيث مازالت أسعار بعض الأنواع تباع بأسعار خيالية تتجاوز 250 ريالاً وهي موجهة لفئات معينة. ولكن السؤال المطروح، من سمح لتجار التقليد باستيراد بضائع مغشوشة مقلدة وماهو مصدر هذه البضائع وأين دور مكافحة الغش التجاري في القضاء على مثل هذه الظاهرة؟.. المتضرر في النهاية هم التجار الموردون والبائعة، والمستهلك، وكل ما أخشاه أن تستمر هذه الظاهرة بدون القضاء عليها من الجهات المسؤولة.
لا تحضرني إحصائية دقيقة عن حجم سوق الأشمغة ولكنني قد قرأت في الصحف قبل فترة أن المتعاملين في سوق الأشمغة بالمملكة يقدرون التعاملات بنحو مليار ريال سعودي سنوياً وبمعدل نمو سنوي أيضاً بين 5-10% مما يجعلها سوقاً مغرياً لممارسة الغش التجاري والتلاعب بالأسعار، كذلك تمت الإشارة إلى أن الأسعار شهدت هذا العام انخفاضاً وصل إلى نسبة 20% في أغلب الأنواع بينما صمدت بعض الأنواع أمام مستويات مرتفعة رغم المنافسة الكبيرة لأنها موجهة إلى شرائح معينة.
ولتوضيح الصورة بشكل أكبر، كان السوق في السابق محتكراً بالكامل من قبل شركات معدودة متخصصة في استيراد وبيع علامات تجارية لأنواع محددة لا تتغير إلا كل سنة أو سنتين، أما حالياً فقد اختلف الوضع تماماً حيث يتواجد في السوق العديد من الشركات المستوردة والمنتجين المحليين، وتعددت الأنواع والأشكال والألوان والمقاسات والأسعار حيث أصبح من الصعوبة بمكان حصرها.. فقد قرأت في الموقع الإلكتروني لإحدى الشركات الرائدة أن لديها أكثر من 130 نوعاً مختلفاً من الأشمغة.. هذا ما يجعل الواحد منا في حيرة عند الرغبة في شراء شماغ أو غترة.. نرحب كثيراً بتعدد الشركات والأنواع من أجل القضاء على الاحتكار وتشجيع المنافسة، فنحن مع التنويع والتجديد ولكن في حدود أن لا يفقد الشماغ التقليدي هيبته وأن لا يأتي يوم نرتدي فيه شماغاً بلون أزرق أو أخضر!!!!.
وكنتيجة طبيعية لحدة التنافس في هذا القطاع وإضافة إلى الإبداع في أسلوب الطرح والتنويع في المنتجات والأشكال والأسعار تلجأ العديد من الشركات إلى تكثيف إنفاقها على الترويج والإعلان لمنتجاتها مستخدمة أفضل الوسائل الترويجية المتاحة لجذب المستهلكين، وكذلك إلى تقديم العديد من الحوافز التشجيعية والمميزات لمحلات التجزئة من أجل تنشيط مبيعات الأشمغة في قطاع التجزئة.
إشادة:
ينبغي علينا أن نشيد بقدرة الشماغ المصنع محلياً على الصمود بقوة أمام المنافسة الشرسة القادمة من المنتجات المستوردة، والتمكن من الحصول على حصة سوقية عالية والتفوق في الجودة والسعر على المنتجات المستوردة، نتمنى أن نشاهد المزيد من الأشمغة المصنعة محلياً بجودة تفوق المستورد.

(*) كاتب ومستشار تسويق


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved