كثيرة هي الأسئلة التي يتداولها الفلسطينيون عن صحة ومصير قائدهم ورمزهم التاريخي الرئيس ياسر عرفات.
في البداية يتساءل الفلسطينيون ماذا أصاب الرئيس ياسر عرفات إذ تختلط الإشاعات بالحقائق، إذ في ظل عدم الجزم عما أصاب أبو عمار أخذت الإشاعات تأخذ الحيز الأكبر في أحاديث الشارع الفلسطيني، فمنهم من يتداول قصة تسمم الرئيس أبو عمار وأن حالة تكسير صفائح الدم هي نتيجة لهذا التسمم الذي يتحدث كثير من الفلسطينيين بأنه من فعل فاعل..!!
وقصة التسمم تأخذ جانباً كبيراً من حيز تفكير الشارع الفلسطيني خاصة بعد قول أمين سر السلطة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم عن التسمم الذي أصاب الرئيس أثناء تواجده في المقاطعة في رام الله وأن تدهور صحة الرئيس كان بسبب هذا التسمم.
أما الموضوع الآخر الذي يتحدث عنه الفلسطينيون فهو عجز الأطباء الفرنسيين عن تشخيص حالة أبو عمار، ويتساءل الشارع الفلسطيني بتعجب عن هذا العجز عن تشخيص حالة مريض، وهل هؤلاء الأطباء لا يريدون أن يكشفوا ما أصاب الرئيس ياسر عرفات لسبب ما وحتى لا يثيروا مشاكل سياسية.
أما ما يشغل الفلسطينيين المواطنين ونخبة السياسة، بل حتى عناصر المقاومة الفلسطينية من المقاتلين وقادة الفصائل، هو من يتسلَّم دفة القيادة الفلسطينية..؟
فالرئيس ياسر عرفات ليس رئيساً للسلطة الفلسطينية فقط، بل هو رئيس اللجنة التنفيذية أعلى سلطة سياسية فلسطينية وهو أيضاً قائد الثورة الفلسطينية أي القائد الميداني للمقاومة الفلسطينية، ورئيس حركة فتح كبرى الفصائل الفلسطينية، وأخيراً فهو الرمز الفلسطيني الذي يختزن كل النضال والكفاح الفلسطيني، لهذا فإن تعويض هذا الرجل الذي يحمل كل هذا المخزون الجهادي والنضالي والسياسي صعب جداً رغم تواجد العديد من القيادات السياسية والميدانية والأمنية الفلسطينية وهذه القيادات وحسب ما تابعنا مارست مسؤولية عالية أظهرت تماسكاً وتجسيداً قوياً للوحدة الوطنية، فإنها قادرة على تسيير الأعمال اليومية بانتظار إلى ما تؤول إليه الحالة الصحية، فإذا ما حلت إرادة الله وانتقل الرمز الفلسطيني إلى الرفيق الأعلى فإن هذه القيادات ستلجأ إلى نوع من تقاسم المسؤوليات حيث تظل رئاسة اللجنة التنفيذية بعهدة محمود عباس (أبو مازن) ورئاسة الحكومة (السلطة الفلسطينية) عند أحمد قريع (أبو علاء) في حين توكل الشؤون الأمنية إلى مجلس الأمن القومي وستظل هذه الصيغة إلى حين إجراء انتخابات تفرز خليفة ياسر عرفات.
|