Sunday 7th November,200411728العددالأحد 24 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

صاروخان يدمران مستشفى شيد بتمويل سعودي صاروخان يدمران مستشفى شيد بتمويل سعودي
قصف مكثَّف على مواقع في الفلوجة تمهيداً لشن هجوم واسع
عنان يحذِّر أمريكا وبريطانيا والعراق من عواقب مهاجمة الفلوجة

* الفلوجة - الوكالات:
أكَّد مسؤولون أمريكيون أمس السبت أن قوات عراقية تتدفق على قواعد عسكرية أمريكية قرب الفلوجة بالتزامن مع أنباء عن شن هجوم وشيك على المدينة، وقال متحدث باسم المارينز إن كتيبة على الأقل من قوات التدخل السريع العراقية المدربة على خوض حرب شوارع وصلت إلى مواقع المارينز حول الفلوجة.
لكن المتحدث السرجنت مايكل ابلغيت قال إن ثلاثة من عناصر القوة يرفضون المشاركة في الهجوم المحتمل لأنهم لا يريدون الذهاب إلى الفلوجة.
وأضاف أن الآخرين يؤكّدون أنهم يريدون حماية وطنهم وأنهم هنا ليفعلوا ما يتوجب عليهم عمله.
وأحكم الجيش الأمريكي الطوق منذ 14 تشرين الأول - أكتوبر على الفلوجة في حين تجمع آلاف من جنود مشاة البحرية (المارينز) بالإضافة إلى عناصر من قوات الأمن العراقية.
وأعلن بيان عسكري أن الطائرات والمدفعية الأمريكية قصفت طوال ليل الجمعة السبت منطقة الفلوجة في حين أفاد سكان أن معارك عنيفة اندلعت في جنوب شرق المدينة.
وشنَّ الطيران أربع غارات جديدة منذ الجمعة على مواقع للمسلحين في حين قصفت المدفعية أماكن يشتبه بأنها تؤوي أنصار أبو مصعب الزرقاوي، وأفاد بيان عسكري أن الطيران شنَّ أربع غارات استهدفت ودمرت مراكز محصنة وموقع مدفع مضاد للطيران ومخبأ للأسلحة.
وأضاف أن الغارات تندرج في إطار عمليات هجومية في منطقة الفلوجة - الرمادي. كما أطلق الجيش الأمريكي قذائف مدفعية على عدة مواقع في الفلوجة، وأشار سكان تم الاتصال بهم هاتفياً إلى معارك عنيفة في حي الشهداء استمرت حتى الفجر، موضحين أن دبابات أمريكية حاولت التقدم على هذا المحور. كما دارت اشتباكات بأسلحة خفيفة طوال الليل في شمال شرق المدينة قبل عودة الهدوء صباحاً.
ومنعت القوات الأمريكية صباح أمس دخول المدينة لكنها سمحت بعبور العائلات التي تغادرها فقط، وبالإضافة إلى ذلك، ألقت طائرات أمريكية منشورات فوق المدينة تحض فيها السكان الذين لا يزالون فيها على مغادرتها.
وقالت متحدثة عسكرية أمريكية ألقينا منشورات طلبنا فيها من الناس مغادرة المنطقة. وأعلن جنود عبر مكبرات الصوت أنهم سيعتقلون كل شخص دون سن الخامسة والأربعين.
وقد دمر صاروخان أمريكيان المستشفى الذي شيد بتمويل من منظمة الإغاثة الإسلامية السعودية وذلك في نزال وقع في الفلوجة وذلك حسب ما ذكره مدير المستشفى الطبيب علي حياد.
وأضاف حياد أن (المستشفى كان مركزاً صحياً قبل أن تحوله هيئة الإغاثة السعودية إلى مسشتفى كامل التجهيز والمستلزمات الطبية وزودته مختبراً كما رممته وانتهت الأشغال قبل أسبوعين) وتابع أن (القصف المستمر منعنا من الافتتاح).
إلى ذلك، وجَّه الرئيس السابق لوفد المفاوضات مع الحكومة الشيخ خالد حمود الجميلي لمساعدة 12 ألف نسمة فروا إلى المدينة السياحية في الحبانية (20 كم غرب الفلوجة)، وطلب في رسالة وجهها إلى هيئة علماء المسلمين مساعدات عاجلة لإيواء اللاجئين وإطعامهم، وقال نحن بحاجة إلى خيم ووحدة طبية وسيارات إسعاف وفرش وحصص تموينية ومياه صالحة للشرب.
وأحكم الجيش الأمريكي الطوق منذ 14 تشرين الأول - أكتوبر على الفلوجة في حين تجمع آلاف من جنود مشاة البحرية (المارينز) بالإضافة إلى عناصر من قوات الأمن العراقية.
وقال وسيط في وفد للمساعي الحميدة من المجلس الوطني لدى وجهاء الفلوجة، لوكالة فرانس برس إن الأمل في التوصل إلى حل سلمي للازمة يتضاءل، موضحاً أنه منذ بضعة أيام لم تعد هناك اتصالات، وأضاف أن الوضع ازداد سوءاً والطوق المضروب على المدينة يتعزز.
في الوقت نفسه، ازدادت العمليات العسكرية في الرمادي حدة بالتزامن مع إغلاق الجيش الأمريكي جميع المنافذ المؤدية إلى المدينة صباح أمس، حسب الشرطة.
من جهة أخرى، أعلن بيان لقوات المارينز توقيف 41 مشتبهاً بهم خلال عمليات دهم جنوب - غرب بغداد، موضحاً أن جنوداً أمريكيين وبريطانيين شاركوا في الحملة بدعم من قوات عراقية في منطقتي اللطيفية واليوسفية.
يشار إلى أن القوات الأمريكية والعراقية تشن منذ مطلع الشهر الماضي عملية (الشبح الغاضب) في منطقة (مثلث الموت) التي تشمل المحمودية واليوسفية والإسكندرية واللطيفية والحصوة، حيث تكثر عمليات الخطف والقتل.
على صعيد متصل حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الولايات المتحدة وبريطانيا والحكومة المؤقتة في العراق من أن شن هجوم على الفلوجة قد يزيد من نفور العراقيين ويقوِّض الانتخابات المقررة في يناير - كانون الثاني.
وجاء التحذير الذي ورد في رسائل بتاريخ الأحد الماضي وحصلت رويترز على نسخ منها في الوقت الذي حثت فيه القوات الأمريكية المدنيين على مغادرة المدينة التي يسيطر عليها المسلحون وشنت ضربات جوية استعداداً لهجوم يهدف إلى شل حركة المسلحين قبل الانتخابات.
وقال إبراهيم الجعفري نائب الرئيس العراقي في بغداد أمس إن العراقيين سيدلون بأصواتهم في الانتخابات يوم 27 يناير - كانون الثاني.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الرسائل التي أرسلت إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي تأتي في إطار اتصالات غير رسمية بين الأمين العام ورؤساء الدول وامتنع عن التعليق.
لكن مسؤولين في الأمم المتحدة لم يخفوا شعورهم بالقلق من أن هجوماً كبيراً على الفلوجة قد يتسبب في مقاطعة الانتخابات من جانب المسلمين السنة ويقوض الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار.
وقال كيران برندرجاست وكيل الأمين العام للشؤون السياسية يتمثَّل القلق في أكبر إمكانية للانخراط في العملية السياسة وأكبر مشاركة ممكنة.
وقال دبلوماسيون إن علاوي يدفع بضرورة استخدام القوة ضد أولئك الذين هاجموا المدنيين ويريدون كسب سلطة من خلال العنف. وأشاروا إلى أن السفير العراقي لدى الأمم المتحدة سمير الصميدي طلب الاجتماع مع عنان لشرح وجهة نظر حكومته فيما يتعلق بالرسالة، لكن بدا أن الزعماء العراقيين منقسمون حيال هذا الأمر.وقال حامد البياتي نائب وزير الخارجية العراقي يوم الخميس إن استخدام القوة التي تقتل المدنيين على نطاق واسع خطأ، وأضاف أنه يتعيَّن انتهاء منطق الاحتلال.
وقال ريتشارد جرينيل المتحدث باسم جون دانفورث السفير الأمريكي بالأمم المتحدة إن واشنطن لن تعلق على نصيحة قدمت في نيويورك بخصوص قرارات عسكرية في العراق.
هذه قضية تخص حكومة العراق وأولئك الموجودين في العراق ولديهم استعداد لمساعدتها (حكومة العراق).
لكن مسؤولاً كبيراً بوزارة الخارجية الأمريكية رفض الكشف عن اسمه قال إن مسؤولي إدارة بوش أبلغوا مسؤولي الأمم المتحدة أن رسالة عنان (جانبها الصواب) لأن شن هجوم على الفلوجه يهدف إلى وضع نهاية لسيطرة (عصابة من قطَّاع الطرق) حتى يمكن للمواطنين أن يدلوا بأصواتهم بحرية في الانتخابات المقررة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved