* غزة - بيروت - نيويورك - أ.ف.ب:
عقدت القيادة والفصائل الفلسطينية اجتماعات الجمعة لتجنب حدوث فوضى في الأراضي الفلسطينية التي ينتظر أهلها القلقون على مستقبلهم معلومات عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي يصارع الموت في باريس.
وشارك ممثلو 13 من الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في اجتماع طارئ في غزة واتفقوا على المحافظة على وحدتهم لمنع انتشار الفوضى في ظل الظروف الدقيقة الحالية المتعلقة بمرض عرفات واحتمالات تطور حالته.
وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس في غزة للصحافيين سنبذل ما بوسعنا للمحافظة على الوحدة والبعد عن أي اقتتال داخلي فلسطيني، وأضاف أبو زهري إنها مرحلة تاريخية ومصيرية يجب أن نسعى لاجتيازها.
وأكد مجدداً ضرورة تشكيل قيادة فلسطينية موحّدة أو أي صيغة جماعية مؤقتة مشدداً على ضرورة بذل كل الجهود للحفاظ على الوحدة الوطنية.
من جهته قال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي إن الأولويات هي استمرار وحدة الشعب الفلسطيني والحفاظ على مقدراته وضبط الأمور وكذلك استمرار الانتفاضة والمقاومة.
وعقد ممثلو هذه الحركات في لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية اجتماعهم في مبنى المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة.
وأكد عضو في حركة فتح التي يتزعمها عرفات أنه من المهم جداً في هذه المرحلة الحساسة الإبقاء على حوار وطني جدي.
وقد عهد بالصلاحيات الأمنية والمالية التي كانت في يد عرفات حتى مرضه، إلى رئيس الوزراء أحمد قريع طبقاً لما تنص عليه الإجراءات القانونية في حال غياب رئيس السلطة الفلسطينية.
وقال أبو زهري إن مكتب قريع سيلتقي قريباً الفصائل الفلسطينية في غزة لدراسة الأوضاع في ظل هذه الظروف في ضوء الوضع الصحي للرئيس ياسر عرفات، ومن المقرر أن يكون الاجتماع قد عقد أمس السبت وفقاً لمصادر فلسطينية مطلعة.
ورأى محللون الجمعة أن رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس وقريع سيتمكنان من تولي زمام السلطة بدون صعوبات كبرى في حال وفاة عرفات.
ويترأس عباس اجتماعات منظمة التحرير الفلسطينية بينما يتولَّى قريع شؤون السلطة الفلسطينية.
وينص القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية على أن يتولَّى رئيس المجلس التشريعي روحي فتوح، رئاسة السلطة الفلسطينية بالنيابة في حال وفاة عرفات، حتى إجراء انتخابات رئاسية خلال ستين يوماً.
هذا وقد دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله أمس السبت الفصائل الفلسطينية المشاركة في الانتفاضة إلى الوحدة في مواجهة احتمال وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حتى تفوّت على إسرائيل رهانها بانتشار الفرقة.
ودعا نصر الله في تصريحات نشرتها الصحف اللبنانية الفلسطينيين عموماً وفصائل الانتفاضة الفلسطينية خصوصاً، إلى التماسك والتوحّد والتعاون لمواجهة هذه اللحظة الصعبة والمصيرية.
ومن جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان يوم الجمعة عن أمله في انتقال هادئ للسلطة الفلسطينية بعد غياب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي يعالج في باريس وحالته حرجة للغاية.
وقال أنان للصحافيين في مقر الأمم المتحدة إن الرئيس عرفات جسد تطلعات الفلسطينيين وكان زعيماً خلال كل هذه السنوات وإن (غيابه) سيوجد بالتأكيد فراغاً. وأضاف: حتى الآن، يبدو أنهم قادرون على إدارة الخلافة ومن دون أي مشكلة، آمل أن يكونوا قادرين على تأمين انتقال هادئ للسلطة.
وأوضح أعتقد أنه يتوجَّب عليهم أن يكونوا بوضع يتيح لهم أن يعملوا من أجل تطبيق خارطة الطريق في العام المقبل.
وتنص خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا) في حزيران - يونيو 2003 على تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وقيام دولة فلسطينية في العام 2005م.
|