* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أكدت مصادر فلسطينية مطلعة ومقربة من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في أحاديث خاصة تلقتها الجزيرة أن لا أساس من الصحة للخبر الذي نشرته صحيفة معاريف يوم أمس الاول الجمعة، بأن الرئيس عرفات قد كتب وصية تنص على أن يخلفه رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، فاروق القدومي (أبو اللطف) في قيادة المنظمة والسلطة الفلسطينية.
وكانت صحيفة معاريف العبرية، قد نشرت يوم أمس الاول الجمعة خبرا، زعمت فيه أن مصادر فلسطينية قالت إن عرفات سلم زوجته، سهى عرفات، وابن شقيقته، ناصر القدوة، ممثل فلسطين في الأمم المتحدة، وصية جاء فيها: أن خليفة عرفات في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ورئاسة السلطة الفلسطينية هو رئيس الدائرة السياسية في المنظمة الفلسطينية، فاروق القدومي (أبو اللطف).
وادعت معاريف أن (قياديا فلسطينيا مقربا من عرفات عزز التقديرات بخصوص وصية عرفات، وقال انه في اللحظات الأخيرة لصفاء ذهنه، طلب عرفات استدعاء القدومي ليبلغه بأمر هام).
وزعمت الصحيفة العبرية أن (جهات فلسطينية أعربت عن تقديرها بأنه في حال صحة الأنباء حول تسمية القدومي خليفة لعرفات، فإن من شأن ذلك القضاء على المستقبل السياسي لمحمود عباس (أبو مازن) وتحويل رئيس الوزراء الفلسطيني، احمد قريع (أبو العلاء) إلى الشخصية الأقوى في الأراضي الفلسطينية). ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن القدومي يحظى بشعبية (لكنه لا يملك قوة حقيقية في الأراضي الفلسطينية وسيحتاج إلى أبو العلاء ليدعمه).
ومضت تقول: انه (في حال وافق القدومي على تولي رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية فإنه سيقود السلطة الفلسطينية سوية مع أبو العلاء، وتحتهما سيكون محمد دحلان وجبريل الرجوب.. وتابعت الصحيفة : إن مصادر أمنية فلسطينية قالت إن الرجوب ودحلان وافقا على هذا الاتفاق. واعتبرت معاريف أن القدومي (يحمل أفكارا متطرفة للغاية؛ فهو إلى جانب معارضته لأوسلو، بحسب معاريف، أعلن في الماضي تأييده للعمليات (الانتحارية) التي تنفذ داخل إسرائيل أيضا، بادعاء أن من حق الشعب الفلسطيني المقاومة في كل مكان في الأرض الفلسطينية).
وتابعت الصحيفة: أن القدومي يعارض أيضا أية تسوية فيما يتعلق بقضية اللاجئين، لأنه يرى أن حق عودة اللاجئين أكثر أهمية من إقامة دولة فلسطينية.
اللجنة العليا للفصائل الفلسطينية التي تضم ثلاثة عشر فصيلاً في حال انعقاد دائم
إلى ذلك، أكدت اللجنة العليا للفصائل الفلسطينية التي تضم ثلاثة عشر فصيلا (فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية وفصائل أخرى..)، أنها في حال انعقاد دائم وفي تواصل مستمر مع الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية للخروج بموقف موحد لمواجهة التطورات التي قد تنجم في حال غياب الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات أو وفاته. فقد أكد السيد كايد الغول القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على ضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة تضم كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها السلطة الفلسطينية، ودعا إلى ضرورة وثيقة السادس من آذار- مارس لتكون أساسا في ضبط الأمن وكل حالات الانفلات، ودعا الأجهزة الأمنية الفلسطينية لأخذ دورها في حماية أبناء الشعب الفلسطيني وضبط الأمن الداخلي. فيما قال سكرتير لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية إبراهيم أبو النجا ل(الجزيرة): إن ممثلي الفصائل الفلسطينية أبدوا قلقا على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وأظهروا تضامنا وطنيا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني. ودعا أبو النجا عقب انتهاء اجتماع اللجنة الذي استمر لأكثر من ساعتين في مقر المجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة غزة إلى تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية لمواجهة متطلبات المرحلة المقبلة.. مشيرا إلى أن اللجنة وجميع مؤسسات السلطة والمنظمة ستكون في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الأوضاع في ظل وضع الرئيس ياسر عرفات الصحي الراهن.
وحذر أبو النجا، الذي يشغل وزير الزراعة الفلسطيني من أي محاولة للإخلال بأمن المواطن والوطن الفلسطيني.. وقال ل(الجزيرة): إن الدم الفلسطيني خط أحمر.. ونناشد الأجهزة الأمنية الحفاظ على أمن المواطن وممتلكاته والمؤسسات العامة. فيما دعا سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تفعيل طرح حركة حماس السابق لتشكيل قيادة فلسطينية موحدة أو أية صيغة جماعية مؤقتة مشددا على ضرورة بذل كل الجهود للحفاظ على الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة جدا. فيما أكد، خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن حركته دعت لتشكيل قيادة وطنية موحدة من اجل استنهاض الشعب الفلسطيني والخروج بموقف موحد تجمع عليه كافة الفصائل الفلسطينية، ويقوم على استمرار مقاومة الاحتلال والحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني. ومن المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء الفلسطيني، احمد قريع بالفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لدراسة الوضع على ضوء تدهور صحة الرئيس ياسر عرفات وفي هذا السياق أعلن متحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس): أن مكتب السيد قريع اتصل بنا من اجل اللقاء دون أن يحدد موعدا، وتابع أن اجتماع قريع مع الفصائل بما فيها حركة حماس يهدف إلى دراسة الأوضاع في ظل هذه الظروف خاصة على ضوء الوضع الصحي للرئيس ياسر عرفات. وأشار مصدر مقرب من رئيس الوزراء الفلسطيني إلى أن قريع سيزور غزة لإجراء لقاءات دون أن يحدد الموعد.
|