مفتي القدس: عرفات أوصاني بدفنه في القدس الشريف
عرفات فتح عينيه وتحدث إلى أطبائه الذين أكدوا إمكانية علاجه

* القدس المحتلة - باريس بلال أبو دقة الوكالات:
ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية على موقعها على شبكة الإنترنت أمس السبت أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي أدخل منذ تسعة أيام مستشفى بيرسي العسكري في ضاحية كلامار الباريسية فتح عينيه ليل الجمعة السبت.
وقالت الصحيفة نقلاً عن شخصية فلسطينية مهمة زارت عرفات: إن رئيس السلطة الفلسطينية نجح في التحدث إلى أطبائه الذين قالوا: إن ذلك يشكل تطوراً مشجعاً.
وأضافت أن هؤلاء الأطباء حددوا مهلة تبلغ ثلاثة أيام لتحديد أسباب مرض عرفات ويرون أنهم قادرون على معالجته. وجاءت هذه الأنباء المشجعة وسط تضارب الأنباء عن صحة عرفات حيث قال أحد مساعديه في وقت سابق أمس السبت: إن الرئيس مازال في حالة حرجة ولم يحدث تغير كبير في حالته الصحية.
وقال نبيل أبو ردينة المساعد البارز لعرفات: إن (الأطباء يقولون: إن حالته ليس ميئوساً منها. ولا يوجد تغيير في حالته ومازال في حالة حرجة. والأطباء مازالوا لا يعلمون ما الذي يعاني منه الرئيس).
ومن جانبه أعلن رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي مساء الجمعة أن الفريق الطبي الذي يتابع الوضع الصحي للرئيس عرفات هو (وحده المؤهل) لإعطاء معلومات عن الحالة الصحية له.
وقال وهو يتلو بياناً أمام الصحافيين في مستشفى بيرسي العسكري في كلامار: (لقد اتفقنا مع الفريق الطبي الذي يشرف على علاج أبو عمار على أنه وحده الجهة المخولة بنشر مثل هذه البيانات).
وأضاف (لا يسمح لأي جهة أخرى إعطاء أي معلومات تتعلق بالحالة الصحية للرئيس عرفات) مشيراً إلى (التصريحات المتناقضة التي يدلي بها عدد من الأشخاص أو المنظمات المقربين أو البعيدين، عن الحالة الصحية للرئيس عرفات).
وشكر القدومي في بيانه الرئيس الفرنسي جاك شيراك (على الاهتمام الكبير الذي أبداه بتقديمه كل الإسعافات الطبية الضرورية من أجل معالجة الرئيس ياسر عرفات).
وأشار البيان أيضاً إلى (الجهود المتواصلة التي يبذلها الفريق الطبي الذي يشرف على علاج الرئيس ياسر عرفات لإنقاذ حياته بوضعه تحت تصرفه جميع الوسائل الضرورية للمعالجة ومساعدته على استعادة صحته بشكل كامل).
وكان الجنرال الطبيب كريستيان استريبو المسؤول عن الاتصالات في الدائرة الصحية التابعة للجيش الفرنسي قال أمام مستشفى بيرسي العسكري في كلامار في ضواحي باريس حيث يعالج الرئيس الفلسطيني: (إن الوضع الصحي للرئيس ياسر عرفات لم يتفاقم. إنه يعتبر مستقراً مقارنة بالتقرير الصحي الأخير).
ومن جانب آخر أكد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري أمس السبت أن الرئيس ياسر عرفات أوصاه شفهياً برغبته في أن يدفن إلى جانب المسجد الأقصى في الجدار الغربي للحرم الشريف في القدس.
وقال المفتي عكرمة صبري لوكالة فرانس برس: (كنا نجلس في مناسبة خاصة قبل عدة أشهر نتحدث فيها عن مدينة القدس عندما أوصى أن يدفن هناك في جدار الأقصى، حيث دفن عبد القادر الحسيني والحسين بن علي ومحمد علي جناح وفيصل الحسيني وعبد الحميد شومان).
وقال المفتي: (كانت الوصية شفوية، وليس شرطاً أن تكون الوصية في الإسلام مكتوبة، ولا علم لي إن كان هناك وصية مكتوبة) ومن جانبها رأت وسائل إعلام إسرائيلية مساء الجمعة أن السيناريو الوحيد المطروح في حال وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات هو دفنه في قطاع غزة. ولتأكيد صحة تكهناتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة: إن السلطات الإسرائيلية تستعد لمنح عشرات من تصاريح المرور لفرق من محطات تلفزيونية أجنبية تريد العمل في قطاع غزة في حال وفاة عرفات الذي يبلغ من العمر 75 عاماً.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي من دون أن توضح مصادرها: إن رئيس السلطة الفلسطينية الذي تدهورت حالته الصحية بشكل خطير منذ نهاية الشهر الماضي، سيدفن في مقبرة خان يونس في جنوب غزة، حيث دفنت شقيقته عائشة.