ماذا تبقَّى لي؟
صاحت القطرة الأخيرة في البحر
والوقت وقت ظهيرة جافة
ماذا تبقَّى لي
صاحت حبَّات عنقود الصيف
وقد فاجأتها عربات أيلول
ماذا تبقَّى لي؟
صاحت القافية المكسورة
تحت باهظ يوميَّات لا ترحم
لشاعرٍ يغرغر بقصيدته..
بينما ترتجف في الحقل من وجعٍ قامات القصب..
ومن شقاء تتهاوى الكلمة إلى أشداق نهمة!
ماذا تبقَّى لي؟
وغابة اللوز هاجرت نحو ريح السَّموم المخاتلة
بأثوابها، وأقراطها مُكرهةً
تاركةً مكانها - ومكرهةً أيضاً - إلى هدير الذئاب!
صاحت في الشتات: ماذا تبقَّى لي؟
إنما لن أتوقَّف عن إبداع الحنين والمقاومة!
ماذا تبقَّى لي؟
زقزقت عصفورة الصباح
وقد خلَّفتها العصافير، موعودة بأول
صباحٍ مثمر بالمودَّات، بالدفء، بالحنطة
فها هي في مهبِّ الانتظار
تقرأ السطور الأولى من العام الجديد!
ماذا تبقَّى لي؟
هذا الرصيف الذي عاشر الناس
والباعة، والعشاق، عاماً بعد عام
قد ودَّع الأصدقاء واحداً.. واحدا
والحارس الليليّ هجَّره المساء
وها هي الريح تجهش بالقصائد!
ماذا تبقَّى لي؟
ماذا تبقَّى لي؟
ماذا تبقَّى لي؟
يا قطرة ماء
يا حبَّات العنقود
يا أيتها القصيدة
يا غابة اللوز
ويا أيتها العصافير
والأرصفة الباكية
هيَّا البسوا وقتاً جديداً يتدفَّق من النهايات!
|