ضمن السلسلة الدورية (كتاب الأمة) التي تصدر كل شهرين عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر، صدر حديثاً كتاب (اللغة وبناء الذات) لمجموعة من الباحثين هم:
د. عبدالرحمن بودرع - أحمد شوقي الخطيب - عبدالله آيث الأعشير.
وهذا الكتاب محاولة متجددة وجهد مشترك لاسترداد الوعي اللغوي ودعوة إلى استيعاب وظيفة اللغة ودورها في معاودة إخراج الأمة وتحقيق التواصل بين أوصالها، وإخراجها من عزلتها، وفك الحصار عنها، وفتح الأبواب لحركتها نحو التنمية اللغوية من الاشتقاق، والنحت، والتصريف، والتعريب، والترجمة، وبناء المصطلح، والتأكيد على أن العاميات هي لهجات حسيرة، هشة، متموجة، سريعة العطب والتغير، لا جذور لها، وأنها ملازمة للأمية.
والتأكيد على أن اللغة هي المقوم الأهم لتشكيل الأمم والحفاظ على وحدتها وبناء ثقافتها، وأن محاولات الفصل بين التفكير والتعبير نوع من خداع النفس، الذي يسقط فيه البسطاء والسذج من الناس، وأن التعبير بلسان قوم تفكير بعقولهم، وأن الإحاطة بثقافة أمة وفهمها لا يتحقق إلا من خلال لسانها مهما كانت الترجمات دقيقة، وأن العلاقة بين الأمم ولغاتها علاقة تبادلية، صعوداً وهبوطاً، وأن العربية، لغة الرسالة العالمية الخاتمة، تتاح أمامها اليوم الفرص الكبيرة للامتداد والعطاء، بما تتيحه حقبة العولمة من وسائل الاتصال والتواصل مع كل إنسان، أينما كان.
|