غالبا ما يعود ابني إلى البيت دون أن يحصل على وجبته من مقصف مدرسته بسبب طابور الانتظار الطويل أمام شباك المقصف أو بسبب التدافع والفوضى الطلابية. إنني هنا أناشد معالي وزير التربية والتعليم بالتدخل العاجل لحل هذه المشكلة.
عفواً عزيز القارئ، فما ذكرته أعلاه هو مجرد مثال تخيلي لتبيان أننا (كمواطنين وإعلاميين) نقفز دائما إلى الرجل الأول في هرمنا التعليمي لمطالبته شخصيا بالتدخل لحل كل صغيرة وكبيرة. لا أدري لماذا يصر خطابنا الإعلامي هذه الأيام على التوجه مباشرة إلى رأس الهرم التعليمي ويتجاهل دور بقية قياداتنا التربوية في تحقيق الإنجاز أو التقاعس عنه. قياداتنا التربوية لا تقف موقف المتفرج بين مطالب الناس والإعلام من جهة والوزير من جهة أخرى. ولمزيد من الإيضاح نقول إن عالم التربية والتعليم يختلف عن عالم السينما، ففي عالم السينما هناك بطل أو نجم واحد فقط وبقية المشاركين يؤدون أدواراً هامشية هدفها تلميع البطل وإبرازه والتصفيق له (كومبارس)، أما في عالم التربية فالجميع نجوم بمن فيهم النجم الشمالي وزير التربية. يقول الواقع - أو هكذا أفترض - إن معظم القضايا والمشكلات التربوية والإدارية يتم معالجتها دون أن يتطلب ذلك تدخل معالي الوزير، بل إن كثيراً من القضايا تحسم بنجاح دون أن يعلم الوزير عنها شيئا، وفي هذا نجاح للوزير نفسه ولقياداته التربوية على حد سواء.
* كلية المعلمين بالرياض |