كنت ذات يوم مع بعض الزملاء نتحاور ونتجاذب الحديث جالسين بنادي مرخ الرياضي بالزلفي، وكل منا يأتي بكلمة من الألفاظ السائرة في المجتمع لنعرف ما هو أصيل وما هو دخيل.. فأتى أحدنا بلفظة (قمين) فقلت ان هذه كلمة فصيحة لا لبس فيها وانها بمعنى (حري وجدير وخليق) إلا ان بعض الزملاء اعترض بحجة انها لفظة عامية لانتشارها في المجتمع ولم يعلم ان معظم الألفاظ السائدة في المجتمع أصيلة.. وانتهى الحوار على انهم لم يطلعوا على معنى هذه اللفظة طيلة سنواتهم الدراسية لذا حكموا بعدم اصالتها..
ونفس الأمر حصل في مجلس ثان عندما كنا نستمع لأغنية شعبية من اذاعة عربية جاء من ضمن كلماتها لفظة (سفائن) جمع سفينة حيث استغرب بعض الزملاء زاعما ان سفينة تجمع على (سفن) لا على سفائن.. وعندما قلت له انه جائز هذا وهذا جائز جمعها على (سفن) ايضا اجاب بالنفي ولم يكن لديه من حجة سوى مشابهة من خالف في لفظة (قمين) إذ زعم كل منهم انه لم يسمع بها قط على هذه الصيغة وكأن المترادفات اللغوية لا وجود لها.. والشيء الذي أود قوله لهؤلاء الزملاء ولغيرهم ليس ما علمتم وسمعتم به هو كل شيء من العلوم وعليكم الاستفادة والبحث وعدم اتاحة الفرصة للغرور بالجهل فيهيمن عليكم وتنتهون في البداية. وان كان لي من رد موجز يتضمن الاقناع والدليل لما اقوله فهو قول الشاعر:
قل للذي يدعي في العلم معرفة
علمت شيئا وغابت عنك أشياء |
|