في مثل هذا اليوم من عام 1991 أصدر الرئيس الروسي بوريس يلتسين قرارا بحظر الحزب الشيوعي. وكان الحزب الشيوعي قد وصل إلى الحكم في روسيا في أعقاب الثورة الشيوعية عام 1917 تحت اسم الحزب البلشفي. وبعد قيام الثورة تشكل الاتحاد السوفييتي تحت اسم اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية.
ومنذ ذلك الحين انفرد الحزب الشيوعي بالحكم في الاتحاد السوفييتي حتى أغسطس عام 1991 عندما تفكك الاتحاد السوفييتي ولم يعد له وجود حيث استقلت كل جمهورية من جمهوريات الاتحاد بما في ذلك روسيا الاتحادية. وكان بوريس يلتسن يرأس جمهورية روسيا قبل انهيار الاتحاد السوفييتي واحتفظ بهذا المنصب بعد انهياره.وكان من بين القرارات الأولى التي اتخذها حظر الحزب الشيوعي كخطوة ضرورية من أجل إنهاء سيطرة هذا الحزب على أوجه الحياة السياسية في روسيا.
وبعد مرور عامين تقريبا أعاد الشيوعيون الروس تجميع صفوفهم مرة أخرى من أجل التواجد على المشهد السياسي الروسي وشكلوا الحزب الشيوعي مرة أخرى تحت قيادة جينادي زيجانوف عام 1993. وتمكن الحزب من تحقيق نتائج جيدة في أول انتخابات نيابية تُجرى في روسيا الأمر الذي أثار الكثير من التكهنات بشأن إمكانية عودة الحزب إلى السلطة مرة أخرى عبر صناديق الانتخابات.
وكانت شعبية الرئيس الروسي بوريس يلتسين قد تدهورت بشدة خلال السنوات الأولى لحكمه بسبب فشل السياسة الاقتصادية واضطراب الأوضاع الأمنية وتدهور الظروف المعيشية لغالبية الروس في الوقت الذي شهدت فيه شعبية الحزب الشيوعي بزعامة زيجانوف والحزب القومي المتطرف بزعامة جيرنفوسكي.
ولكن الحزب الشيوعي لم يتمكن من الحفاظ على الزخم الذي حصل عليه من قبل خلال السنوات التالية بسبب سلسلة انقسامات وخلافات داخلية حيث فشل في الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2003 في الحصول على العدد السابق من المقاعد. كما فشل زيجانوف في تحقيق أي نتائج ملموسة في الانتخابات الرئاسية السابقة ضد الرئيس الحالي فلاديمير بوتين. وفي يوليو عام 2004 انشق فلاديمير تاخينوف عن الحزب وشكل حزبا جديدا تحت قيادته.
|