في مثل هذا اليوم من عام 1922 أعلن الملك جورج الخامس ملك بريطانيا ايرلندا دولة حرة في إطار الكومنولث البريطاني وليست جمهورية مستقلة وبدون شطرها الشمالي.وكان هذا الإعلان بمثابة استقلال ناقص لايرلندا التي خاض شعبها ثورة شعبية ومسلحة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى من أجل الاستقلال عن التاج البريطاني.
والحقيقة أن ايرلندا كانت منذ البداية مختلفة عن باقي شعوب المملكة المتحدة التي تضم ويلز وإنجلترا واسكتلندا.
فهذه الشعوب بروتستانتية كما هو الحال في كنيسة إنجلترا التي يترأسها الملك في حين أن غالبية الايرلنديين كاثوليك لذلك قاوموا الذوبان في الإمبراطورية البريطانية.ففي أعقاب الحرب العالمية الأولى وإعلان الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت ويدرو ويلسون عن مبادئه الأربعة عشر التي تضمنت حق الشعوب في تقرير مصيرها، انطلق الكفاح الايرلندي من أجل الاستقلال إلى مرحلة جديدة.
وقد أدرك الوطنيون الايرلنديون خلال الحرب العالمية الأولى أنهم لن يستطيعوا مواجهة القوة العسكرية البريطانية بشكل مباشر فاتجهوا إلى العمل السري وحرب العصابات.
ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى صعد الايرلنديون هجماتهم ضد الأهداف البريطانية داخل ايرلندا وفشلت الآلة الأمنية والعسكرية البريطانية في إخماد الثورة فقرر الملك جورج الخامس إعطاء الايرلنديين هذا الاستقلال المنقوص عام 1922م.
أدت موافقة الحكومة الايرلندية المؤقتة على القرار الملكي إلى انقسام في حركة المقاومة واشتعال الحرب الأهلية في جزيرة ايرلندا.
واستطاع الايرلنديون الجنوبيون في نهاية المطاف إقامة جمهورية ايرلندا وعاصمتها دبلن في الوقت الذي مازالت بريطانيا تحتفظ فيه بالسيطرة على الشطر الشمالي منها وعاصمته بلفاست والذي يخوض كفاحا سياسيا يمثله فيه حزب شين فين وعسكريا يمثله فيه الجيش الجمهوري الايرلندي وهو منظمة سرية من أجل الاستقلال عن بريطانيا والانضمام إلى الشطر الجنوبي لإقامة جمهورية ايرلندا الموحدة.
|