تورجوت أوزال رئيساً لوزراء تركيا

في مثل هذا اليوم من عام 1983م فاز حزب (الوطن الأم) بزعامة تورجوت أوزال بالانتخابات التركية حيث تمكن من تشكيل الحكومة التركية وشغل منصب رئيس الوزراء. وقد جاء فوز أوزال في أعقاب سنوات من الحكم شبه العسكري في تركيا.
وقد شكل أوزال، المولود عام 1927، حزب الوطن الأم في بدايات عودة الحياة السياسية للبلاد بشكل تدريجي أوائل الثمانينيات. وكان أوزال ابنا لواحدة من أغنى وأهم العائلات في تركيا حيث درس الهندسة وعمل مهندس كهرباء عدة سنوات قبل دخوله الحقل السياسي.
كما تمتع بخبرة عالية في الشئون الاقتصادية والسياسية وكان مرشح حزب السلامة الوطني عن ولاية (أزمير)، وكان يقال عنه إنه سفير الغرب في بلاده، ورغم ذلك فإن الحركة الإسلامية في عهده -سواءً كان في رئاسة الوزراء أو في رئاسة الجمهورية- كانت تتمتع بحرية أكبر، واحتلت مساحة أكبر في السياسة والشارع التركي، فأوزال كان يرى الأسلمة المعتدلة كإطار أيديولوجي للحد من تطرف الأتاتوركية، وخوفًا من تطرف بعض الإسلاميين ونمو الأفكار المتطرفة بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران لذلك تَبَنَّى سياسات إسلامية معتدلة مقارنة بسابقيه، فدعم المدارس التي تُخرِّج الأئمة والخطباء لتصل نسبة خريجيها إلى 20% من خريجي المدارس المتوسطة، كما سمح بالدعوة الإسلامية في الإذاعة والتليفزيون، وسمح للفتيات بارتداء الحجاب بعد أن كان مجرَّمًا قبل ذلك، وسمح بقيام مؤسسات الأوقاف، كما سمحت السياسات الاقتصادية التي تبناها بوجود شركات ومشروعات إسلامية، كما سمح بنشاط رابطة العالم الإسلامي في تركيا.
وقد تولى أوزال رئاسة الجمهورية في نوفمبر 1989 وظل في منصبه حتى مات عام 1993 .
والمفارقة أنه بعد حوالي عشر سنوات من رحيل تورجوت أوزال يكاد يكون حزب الوطن الأم بلا وجود بعد سلسلة إخفاقات اقتصادية لحكومات هذا الحزب وحزب الطريق القويم المنافس وحزب الشعب الأمر الذي جعل الانتخابات الأخيرة تشهد انقلابا على المسرح السياسي التركي وتختفي الأحزاب التقليدية ويفرض حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان سيطرته على البرلمان ويفشل حزب الوطن الأم وحزب الطريق القويم في الوصول إلى البرلمان.