* د. سانجيف موليكر (*) :
علاج اليوم الكامل للصدفية (طريقة جوغرمان) هي طريقة آمنة وفعالة جداً التي تم استخدامها منذ عدة عقود من الزمن وفي العديد من دول العالم، ولكن تم إدخال بعض التعديلات عليها حديثاً للحصول على أفضل النتائج.
والمريض الذي توصف له هذه المعالجة عادة ما تكون لديه حالة مزمنة من الصدفية المستعصية التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى المستخدمة في علاج الصدفية مثل مراهم وكريمات الكورتيزون والمرطبات المختلفة والمركبات المزيلة للقشور مثل حمض السالسيليك.
والمبدأ في هذا النوع من علاجات الصدفية يعتمد على وضع مجموعة من المراهم والمركبات الموضعية عالية الفعالية (مثل مراهم القطران Tar والأنثرالين Antralin) وإشراكها مع المعالجة الضوئية Phototherapy وذلك باستخدام الأشعة فوق البنفسجية ب(UVB (ضيقة الحزمة) ناروباند UVB - NB (أو حديثاً استخدام جهاز الأكزايمر ليزر (Excimer Laser) تجرى هذه المعالجة ضمن مراكز متخصصة ومن قبل طاقم طبي مدرب وتحت إشراف مباشر من الأطباء والاستشاريين.
وتعتبر نتائج هذه المعالجة جيدة جداً حيث تصل نسبة الفائدة حتى 80 - 90% خلال أسبوع إلى أسبوعين إضافة إلى أنها تمنح المريض فترة زمنية خالية من المرض قد تمتد أشهراً وحتى سنوات.
والحالات المزمنة والمستعصية من الصدفية تعتبر نموذجية لاستخدام هذه الطريقة من العلاج حيث تستجيب بشكل جيد وواضح.
وعلى الرغم من أن هذا النوع من المعالجات يتطلب وقتاً وجهداً أكثر من المريض فإنه بالمقابل يوفر فائدة عظيمة وكبيرة فهو يخلو من التأثيرات الجانبية التي قد تنجم عن استخدام بعض العلاجات الأخرى كالكورتيزونات والأدوية الفموية والتي قد تسيء للمريض، إضافة إلى التحسن الواضح والنتائج الجيدة التي تظهر على المريض، وتخفيف العبء على المريض وإراحته من وضع المراهم والكريمات التي تستخدم في المنزل لفترات طويلة من الزمن (الطريقة التقليدية من العلاج) وهذا ما قد يسبب للمريض حالة من الملل وفقد الصبر نظراً لطبيعة المرض المزمنة.
وللمريض دور كبير في المساعدة على إنجاح الخطة العلاجية حيث يكون على تواصل تام وبشكل يومي مع الطاقم الطبي وهذا ما قد ينجم عنه نتائج جيدة ومرضية.
وتتلخص طريقة علاج اليوم الواحد للصدفية على الشكل التالي :
1- في البداية يتم عرض المريض على الأطباء حيث يشرح له عن المرض وأسبابه وعلاجاته المختلفة وكيفية التعامل معه.
2- ومن ثم يتم قبوله في المركز حيث يجرى له فحص سريري شامل وتقيم حالته ويتم تقدير شدة الإصابة مع إجراء بعض الفحوصات المخبرية إذا اقتضت الحاجة.
3- وبعد ذلك توضع الخطة العلاجية المناسبة للمريض ويتم تزويده بالتعليمات والتوجيهات الضرورية التي تساهم في تحسين الأداء ورفع نسبة الفائدة وتقسم المعالجة لقسمين حيث يجرى قسم ضمن المركز من قبل الطاقم الطبي والقسم الآخر يتم تنفيذه من قبل المريض في المنزل.
وعادة يكون العلاج مكثفاً ويومياً لعدة ساعات، حيث يدخل المريض صباحاً إلى المركز ليغادره في المساء وقد تمتد مدة العلاج من أسبوع إلى أسبوعين، وأثناء إقامة المريض صباحاً في المركز.
1- يتم تعريضه لجلسة صباحية من المعالجة الضوئية (ناروباند) أو الأكزايمر ليزر.
2- وبعد ذلك يتم وضع المركبات الحاوية على القطران coal tar وبتراكيز مختلفة مع أو بدون الساليسيليك أسيد على مناطق الجسم المصابة بالصدفية علماً بأن هذه المركبات من الصعوبة بمكان استخدامها في المنزل نظراً لمحتواها الدهني والتلوث الذي تسببه للجلد والملابس ورغم ذلك فهي الأكثر فعالية في العلاج وتتجلى فوائد القطران من خلال آلية تأثيره والتحسن الذي يظهره على حالة المريض، فالقطران يثبط انقسام وتكاثر خلايا البشرة وبالتالي ينقص من سماكة الجلد المصاب بالصدفية ومن المعروف أنه في الصدفية تتكاثر خلايا الجلد بشكل أكثر من الطبيعي وتتراكم فوق بعضها البعض على شكل طبقات مسببة تشكل البقع الصدفية السميكة والمميزة، هذا بالإضافة إلى أن القطران يمتلك تأثيرات مضادة للالتهاب ومضادة للحكة.
3- وبعد ذلك يتم وضع مركبات الأنثرالين Antralin طريقة (Ingram)وهي عبارة عن مواد تثبط انقسام خلايا البشرة وتنقص من اصطناع الحمض النووي DNA إضافة لخصائصها المضادة للالتهاب وهي تستخدم تراكيز مختلفة تتراوح بين 0.1 وحتى 1% وذلك تبعاً لسماكة البقع الصدفية وشدة الإصابة.
4- وفي الحالات التي تكون فيها بقع الصدفية سميكة تستخدم مواد مزيلة للقشور مثل Lactic acidحمض اللبن أو Salicylic acid (حمض الساليسيليك) وبتراكيز مختلفة للتخلص من القشور ولتقليل سماكة البقع.
5- وفي حال إصابة فروة الرأس تستخدم مركبات خاصة تحوي القطران أو مواد كربونية أخرى مثل LCD وبتركيز 20% أو مواد أخرى على شكل محلول أو مراهم وتترك جميع المركبات السابقة بتماس مع الجلد المصاب لعدة ساعات وبعد ذلك يتم إزالتها بالزيوت المعدنية.
6- ومن ثم يطلب من المريض أن يستحم وذلك باستخدام شامبوهات خاصة (تحتوي على القطران وحمض الساليسيليك)
7- ومن ثم يعرض المريض للجرعة المسائية من المعالجة الضوئية.
8- وقبل خروج المريض من المركز مساء تقيم حالته مجدداً ويتم تزويده بالتعليمات والمراهم والأدوية المناسبة ليقوم بوضعها في المنزل.
ملخص لميزات علاج اليوم الواحد للصدفية:
1- طريقة آمنة وفعالة ونسبة الاستفادة تصل حتى 80 -90% وذلك خلال أسبوع إلى أسبوعين.
2- توفر على المريض الوقت وتغنيه عن العلاج المطول الذي يتم فيه استخدام العلاجات العادية لعدة أشهر أو سنوات وهذا ما قد يسبب للمريض الشعور بالملل والإحباط، في حين أنه في طريقة العلاج اليومي للصدفية تظهر النتائج خلال أسبوع إلى أسبوعين فقط.
3- تمنح المريض فترة خالية من المرض (زوال البقع الصدفية لعدة أشهر) وحتى سنوات.
4- تجعل المريض على تواصل دائم مع الطاقم الطبي حيث تتم العناية به ومراقبته بشكل يومي وهذا يساعده على تفهم مرضه وكيفية التعامل معه والطرق الصحيحة لوضع الأدوية الموصوفة له.
5- وهي طريقة خالية من التأثيرات الجانبية السيئة التي قد تحدث مع استخدام العلاجات الأخرى كالمراهم الكورتيزونية والأدوية الفموية.
6- وفي هذه المعالجة يكون للمريض دور كبير في إنجاح العلاج وذلك من خلال التزامه بتعليمات الأطباء ووضعه للمراهم في المنزل وبشكل صحيح ومنظم.
7- والأكثر أهمية أن هذه الطريقة تفيد في علاج الحالات الأكثر صعوبة من الصدفية كالحالات المزمنة والمستعصية على العلاجات الأخرى وكذلك الحالات الواسعة والمنتشرة التي تزيد مساحة الإصابة فيها على 20% من سطح الجسم.
(*) استشاري أمراض البهاق والصدفية في المركز الوطني لعلاج
|