مستحضرات النيكل مسئولة عن حساسية التلامس

  *د. محمد غياث التركماني (*):
حساسية التماس شكل شائع من أشكال الاكزيما، يتظاهر بحكة وبثور وفقاعات صغيرة، ينجم عادة عن التماس مع بعض المواد المعروفة في إحداث هذا النوع من الحساسية، عادة ما يكون التماس لوحده كافياً لإحداث هذه الحساسية دون وجود الحاجة للاحتكاك الزائد.
أما أكثر مادة مسببة لهذه الحساسية فهي مادة النيكل التي توجد في كثير من المستحضرات والتي تستخدم بشكل يومي خاصة من قبل السيدات كما هناك مواد أخرى مثل النحاس والكروم ومعادن أخرى.
ولعل الاكسسوارات التجميلية هي من أهم المنتجات الحاوية على مادة النيكل ومادة الكروم، وتؤدي لحساسية قد تكون شديدة، فمثلاً كثيراً ما نشاهد حساسية أو أكزيما في شحمة الأذن والتي قد تكون ناجمة عن الإبرة المستخدمة في تخريم الأذن أو عن الإكسسوارات التي تستخدم في هذه المنطقة والتي تكون حاوية على النيكل أو الكروم.
وقد نشاهد هذه الحساسية أيضاً في مكان تماس أزرار الثياب المعدنية أو الأحزمة المعدنية مع الجلد، ويساعد في تفاقم هذه الحساسية العرق نفسه الذي يلعب دوراً في إذابة المواد المحسسة وتسهيل دخولها إلى الجلد مؤدية إلى حدوث التحسس.
كما قد نشاهد هذه الحساسية بسبب القفازات المطاطية الحاوية على مادة اللاتكس وهي مادة تؤدي لحساسية جلدية بشكل شائع وقد تؤدي إلى تدميع العيون وضيق التنفس، وينصح في هذه الحالة استعمال قفازات مصنوعة من مادة الفنيل عوضاً عنها.
وهناك مادة (PPD) Para Phenyline Diamine والتي عادة تخلط مع صبغات الشعر وهي مادة كثيراً ما تسبب حساسية جلدية.
وهناك كما ذكرنا سابقاً مادة الكروم التي توجد في بعض الأحذية وبعض المنتجات المطاطية، وفي مواد البناء وبعض المواد اللاصقة وهي أيضاً من المركبات المعروف عنها أنها تسبب حساسية جلدية.
أضف إلى ذلك الأظافر الصناعية الحاوية على مادة الأكريليك وهي مادة محسسة وكذلك العطور التي تدخل في كثير من الكريمات وفي مضادات التعرق وهي كلها قد تسبب حساسية.
وعندما يأتي مريض يشكو من هذه الحساسية إلى الطبيب الاخصائي يقوم الطبيب بفحص المريض، وكثيراً ما يستطيع الطبيب التوصل إلى معرفة العامل المسبب من خلال شكل ومكان الحساسية.
وعندما لا يتمكن الطبيب من معرفة السبب يقوم بعمل اختبار الرقعة (اختبار الحساسية) Patch Test وهو اختبار سهل وآمن.
حيث يقوم الطبيب بلصق شريط على ظهر المريض، يحوي هذا الشريط على معظم المواد المحسسة ويزال هذا الشريط بعد يومين حيث يمكن معرفة المادة المحسسة من خلال وجود طفح أحمر في مكان المادة الموجودة في الشريط.
وتتألف المعالجة بشكل أساسي من تجنب المواد والمستحضرات الحاوية على المادة المحسسة بالإضافة إلى أدوية مضادة للحساسية يتم وصفها من قبل الطبيب الاخصائي.