Saturday 6th November,200411727العددالسبت 23 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

تسولوا كما يحلو لكم في رمضان تسولوا كما يحلو لكم في رمضان

اطلعت على كثير من المقالات التي كتبت في صحيفتنا الجزيرة عن ظاهرة ما تسمى (بالتسول) ولعل آخر ما قرأته ما كتبه الأستاذ عبدالله الكثيري في زاويته شاطئ في صفحة شواطئ يوم الجمعة 8-9-1425هـ الذي أشار إلى أن المتسولين أو السائلين ينشطون في شهر رمضان وذكر أن المستحقين حقاً لا يسألون الناس الحافاً.
وكما بيّن الأستاذ عبدالرحمن السماري في زاويته (مستعجل) أنهم يضايقون الطائفين حول الكعبة في الحرم المكي الشريف.
وقد كتبت في يوم 16-7-1425هـ مقالاً عن هؤلاء السائلين وناشدت معالي الوزير الفاضل الدكتور علي النملة إنشاء مراكز لمتابعة السائلين.
وأشرت إلى أن التسمية الصحيحة لهؤلاء أن نقول السائلين وليس المتسولين.
وفي الفترة الأخيرة انتشر السائلون في كل مكان في المساجد، والأسواق، أمام المدارس وعند إشارات المرور، وفي المحال التجارية، وامام آلات الصرف الآلي ولكن لم نر تحركاً من الجهات المختصة لوقف هذا الانتشار.
وكثرت الكتابات عن السائلين والشحاذين ولم نر رداً مقنعاً.. أو تعقيباً موضحاً لتلك الكتابات!
ناهيك على أن كثيرا من السائلين لهم مقاصد ومآرب شتى.. وأولى من سؤالهم الناس، أن يتوجهوا إلى سوق المدينة ولقد قرأت في صحيفة الجزيرة في يوم الجمعة 8-9-1425هـ في لقاء مع أحد المتعاونين مع المفجرين والمخربين في البلاد والذي يقول إنه عاد إلى رشده، وتاب إلى الله، يقول إن المفجرين يستعينون ببعض النساء لجمع الأموال..!
إن وجود السائلين بهذه الكثرة يضع أكثر من علامة استفهام..!
إن إعطاء السائلين بعضاً عن النقود لا يكفي، بل لا بد من إرشادهم إلى طريق العمل والتكسب. ولنا في المنهج القويم للرسول صلى الله عليه وسلم في التوجيه والتعليم أسوة حسنة.
أتى رجل من الأنصار يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أما في بيتك شيء فقال بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعبٌ نشرب فيه الماء. فقال ائتني بهما، فأتاه بهما، فأخذهما صلى الله عليه وسلم بيده وقال: من يشتري هذين؟ قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يزيد على درهم؟
مرتين أو ثلاثاً قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه، فأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال: اشتر بأحدهما طعاماً فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدحاً فاتني به. فأتاه به، فشد فيه رسول الله عوداً بيده ثم قال له: أذهب، واحتطب، وبع، ولا أرينك خمسة عشر يوماً ففعل، ثم جاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوباً، وببعضها طعاماً فقال له: هذا خير من أن تجيء المسألة نكتة في جهك يوم القيامة.
إن المسألة لا تصلح إلا لذي فقر مدقع، أو لذي غرم وخضع، أو لذي دم موجع.
نعم الإسلام دين عمل وبناء، دين عز وكرامة لا ينبغي لإنسان أن يتكاسل عن طلب الرزق ويعتمد على الصدقات والزكوات، وباستطاعته أن يعتمد على نفسه ويطرق أبواب التكسب.إننا نريد وضع حدٍ لكثرة السائلين وبهذه الصورة المزرية فهل تتحرك الجهات المسؤولة؟ وهل نجد حلاً ناجعاً أم نقول:تسولوا كما يحلو لكم؟!

سليمان بن إبراهيم الفندي
بريدة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved