من نصدق.. الطالب أم المعلم؟!

طالعت ما نشر للأخت غزيل حمد في صحيفتكم وفي صفحة عزيزتي الجزيرة تحت عنوان (على وزارة التربية دراسة الأسباب) بتاريخ 21-8 وقد علقت على موضوع طالب يعتدي على معلمه بعد ثلاثة أيام من بدء الدراسة.. وقد طلبت الأخت معرفة الأسباب وراء هذا الاعتداء ولم تنتظر نتيجة ذلك.. بل انها بنت على ظنها أن السبب في ذلك المعلمون.
لاحظ عزيزي القارئ.. الاعتداء صادر من الطالب وينسب بناء على ظن أن المتسبب في ذلك المعلم.
إنني ومن هذا المنطلق وبما أنني أنتسب لهيئة التدريس لست مع المعلم ولست مع الطالب وإنني أحاول جاهدة أن أصلح ما استطعت وان أوضح ما وفقت وما توفيقي إلا بالله فأقول مستعينة بالله:
إن للمعلم حقوقاً وللطالب حقوق يجب أن يعيها المعلم والطالب فالمعلم يأتي للمدرسة ويتحمل مسؤوليات كبرى وعليه من الضغوط ما الله به عليم من نصاب الحصص ومواجهة الطلاب الذين يحملون شتى الأفكار وتباين السلوكيات ومن أسر مختلفة فيأتيه طالب متمرد سيئ الخلق ضعيف في المادة العلمية رديء السلوك فيقوم بإهانة معلمه.. ولو وبخ هذا الطلب فترى أهله من كبار المناصرين ومن عمالقة رابطة المشجعين لقلة أدبه وسوء أخلاقه فلا هم يردعونه ولا يقفون مع رواد التربية في مكافحة تبجحه ولو باستنكار أفعاله مما يزيد الأمر سوءاً وتعقيداً ويجعل العملية التربوية متشابكة ومعقدة فيلجأ المعلمون أو الإدارة لاستخدام أساليب قاسية لردع المتمردين.. والذي ينبغي فعله من المعلمين والإدارة بشكل عام مع تلاميذهم مناصحتهم وإرشادهم وأن لايجعلوا من خطأهم إذا أخطأوا نشراً لعيوبهم فإن ذلك موجب للتنفير والكراهية وموجب لعدم السمع والطاعة لهم.. كما يجب عليهم عدم الظلم والمساواة وتجنب المحاباة لا لقريب لقرابته ولا لوجيه لواجهته.. وقبول نصائح طلابهم بصدر رحب وبروح رياضية عالية..
كما أن الطالب يأتي إلى المدرسة وقد يعيش في جو أسري وتحت ضغوط نفسية ويجد معلماً لا هم له إلا التوبيخ والتجريح والردع وأساليب القمع.. كما يرى معلمه ليس بالقدوة ولا بالأسوة التي تحتذى فيلجأ هذا الطالب المراهق إلى استخدام العنف كوسيلة لرد اعتباره.. ولو اشتكى هذا الطالب فعل معلمه للإدارة لوجد وقوف الإدارة مع المعلم ومما يزيد الطين بله يأخذ الطالب نصيبا من الردع والتوبيخ.. ولم ينظر في شكواه مما يزيد المسألة سوءاً وقهراً ويؤدي ذلك إلى انحراف الطالب وسلوكه أساليب جافة وأفعالاً مشينة وطرقاً رديئة.
فالواجب على الطالب السمع والطاعة بامتثال أوامر معلميه ومن هم أكبر منه سناً ما لم تكن تلك الطاعة في معصية الله ورسوله.
كما ينبغي على الطالب احترام المعلمين ومناصحتهم بالطريقة المثلى والهدف منها إقامة الحق وإبطال الباطل دون تصيد الأخطاء ومراقبة الهفوات كما ينبغي عدم الغيبة، والبعد عن البهتان والزور.
هذا والله أسأل ان يوفق الجميع لطاعته ومرضاته.
نصيحة.. على المعلم والطالب وغيرهما الالتزام بدعاء الخروج من المنزل تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم ومنه (اللهم أني أعوذ بك أن أضل أو أُضل أو أزل أو أُزل أو أظلِم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي.فبحولٍ من الله سيبعد الله عن الجميع الظلم والجهل سواء منهم أو عليهم.. هذا والله أعلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.