تعليقاً على المقال الذي كتبه الدكتور عبدالإله ساعاتي عضو مجلس إدارة الصندوق الخيري الوطني لمعالجة الفقر ونشر في العدد (11712) بتاريخ 8 رمضان 1425هـ بهذه الجريدة تحت عنوان: (معالجة الفقر... بين الحقائق والآمال).أقول إني لا أختلف مع من يرفع راية أنه لا يمكن القضاء على الفقر تماماً استنباطاً لقول الحق: {وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} مما يتطلب أن نغير نظرتنا له وطريقة معالجة المنظمات العالمية. وهذا لا يتأنى إلا من منظور من يجمع بين الفقر والعلم المعرفي ويجعل من الفقر وسيلة إلى الرخاء تمشياً مع الفكر الاقتصادي. إنه علم الندرة وليس علم الوفرة والفقر موجود في الأولى ومفتقد في الثانية والانطلاقة الحقيقية تكمن في العمل بقول الحق: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} وليس ان نبقى على قسم من درجات السلم العلوي مسكونة وكثير من السفن مهجورة وبينهما فراغ خالٍ من الطبقات الاجتماعية المعطلة اقتصادياً واجتماعياً وتصبح طابورا خامسا يضر ويتضرر.لقد استحدثت المنظمات العالمية المناط بها هذا الجانب من حياة البشرية توجهاً في تقسيم المعضلة إلى فقر، وفقر ما هو دون مستوى الفقر وما يفصلهما مستوى دولارين في الشهر، وعملت به الحكومات الأعضاء في هذه المنظمات وروجت له صحافتها وقبلته مجتمعاتها.إن الأسلوب الأمثل في التنمية الاقتصادية الاجتماعية من زاوية التوجيه القرآني في أننا خلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف ونتعايش ضمن مستويات وطبقات متدرجة وليست فجوات عميقة، أن يكون التوجه لتحسين الأوضاع المعيشية في المجتمعات المختلفة لتحقيق الترددية الطبقية العادلة وفقاً للأداء والانتاج وتعادل الفرص ودون ذلك العاجز المسكين الخ... والذي يكون فقيراً عن عجز طبيعي يعامل معاملة الفقراء والمساكين وأعدادهم أقل بكثير مما هو عليه في وقتنا الحاضر.
وهيب سعيد بن زقر |