* الرياض - منصور البراك:
ينعم الله على بعض الأئمة فيمنحهم صفات مميزة ويهبهم إمكانات خاصة ويضع لهم القبول بين الناس بما تفضّل به عليهم، والشيخ فهد بن حسن الغراب إمام وخطيب جامع شيخ الإسلام ابن تيمية بحي السويدي من أولئك الأئمة الذين وفقهم الله تعالى لحفظ كتابه الكريم وامتن عليهم بصوت جميل عذب يترنم بكتاب الله تعالى في صلاة القيام والتهجد فتخشع النفوس خلفه وتطمئن القلوب وترتاح الصدور وتحلق المشاعر والأحاسيس مع معاني القرآن العظيم وتنطلق العقول لتتدبر وتتفكر في مراد الآيات.. كل ذلك يشعر به كل من يصلي في مثل هذا الجامع وأمثاله الكثير من الجوامع والمساجد، ويتميز هذا الجامع باستقطابه لعدد ضخم من المأمومين من الذكور والأناث يتجاوز الألفي مصلٍ.. يفدون من أحياء متعددة في جنوب وغرب الرياض.. (الجزيرة) استطلعت رأي الشيخ فهد في عدد من الأمور المتعلقة بالقرآن الكريم في هذا الشهر الكريم.. ففي البداية تحدث عن استعداد الإمام بمراجعة كتاب الله في هذا الشهر الكريم فقال:
إن الأئمة يختلفون، فمنهم من لا يحتاج لمراجعة خاصة في رمضان كونه يراجع طول العام في رمضان وغيره، فتراه يختم القرآن في كل عشرة أيام مثلاً طوال العام فمثل هذا لا يحتاج مراجعة خاصة، ومنهم من يكون حفظه في الصغر وقد أتقنه في بداية الحفظ على أحد القراء، فتراه يحتاج إلى مراجعة الجزء الذي سيقرؤه كل ليلة مرة أو مرتين حسب قوة حفظه، ومنهم من يكون حفظه ضعيفاً أساساً فمثل هذا يحتاج إلى المراجعة والتكرار قبل شهر أو شهرين مع المراجعة اليومية لما سيقرؤه في كل ليلة.
وحول الأسلوب الأمثل الذي يقوم به الإمام للمراجعة في رمضان قال الشيخ فهد: أن يحدد الإمام وقتاً معيناً فيراجع حزبه بعد الفجر مرة أو مرتين وبعد الظهر وبعد المغرب، وعن الفرق بين قراءة الإمام من حفظه، أو التلاوة من القرآن الكريم يقول: بلا شك فإن الأكمل أن يقرأ الإمام حفظاً، لكن من كان حفظه ضعيفاً، أو ليس حافظاً أصلاً، فقد بيَّن العلماء أنه لا بأس أن يقرأ نظراً.
وعن المناسب الذي يقرؤه الإمام في العشر الأولى والعشرين الأخيرة من رمضان يقول الشيخ فهد: كل بحسب قدرته وقدرة جماعته، فمنهم من يختم القرآن كاملاً مرة أو مرتين في التراويح والقيام، ومنهم من يختمه مرة واحدة، ومنهم من لا يستطيع أن يختم القرآن لعدم قدرته الجسمية، أو تقديراً منه لظروف الناس فيقرأ من القرآن ما تيسر.
أما عن معاناة الأئمة من تضجر المأمومين سواء من التطويل أو التقصير فيؤكد الشيخ الغراب أن هذا كلام صحيح، لكننا في هذا العصر بفضل الله تنوعت عندنا الوسائل، وتعددت الطرق، فترى إماماً يطيل وآخر يقصر وثالث يتوسط، فمن رغب في الإطالة وجدها عند زيد، ومن كان مشغولاً في يوم من الأيام أو كان على سفر قصد عمرو لأنه لا يطيل، وهكذا، المقصود أنه من الأفضل للإمام أن يلتزم أسلوباً معيناً فلا يطيل يوماً ويقصر في آخر، وهذا مما يسبب ضجر المأمومين، لكن بعض الأئمة قد ضبط بداية صلاته ونهايته كل يوم، فأراح الناس واستراح، ومثل هذا تقل عنده المشاكل والشكاوى والتضجر.
وحول دورات حفظ ومراجعة القرآن الكريم في رمضان يقول إمام جامع شيخ الإسلام ابن تيمية: لم نقم بشيء من ذلك، ومن فعله فأرجو أن يعظم الله له الأجر والمثوبة، ففي ذلك تحفيز لحفظ كتاب الله، وشحذ لهمم الناس في هذا الشهر المبارك.. وفيما يتعلق بتوجيهه لمن يود البدء في حفظ كتاب الله يضيف الشيخ قائلاً: أنصحه بتقوى الله عز وجل، وتجريد الإخلاص في هذا العمل المبارك لله عز وجل، ثم تحديد وقت معين في كل يوم للحفظ ووقت آخر في كل يوم للمراجعة، والتسميع على شيخ متقن، وتصبير النفس ومجاهدتها، وتذكيرها بين الحين والآخر بأنه يسعى لأن يحوي كتاب الباري جل في علاه بين جنبيه، وحسبك بها من فضيلة.. وعن وصيته للإمام لمراجعة كتاب الله بقية العام هي أن يجعل وقتاً محدداً في كل يوم وإلزام النفس بحزب معين، كمراجعة جزء أو جزءين أو ثلاثة حسب نشاطه.
|