رحل عبدالرحمن المنصور الزامل
حمد بن عبدالله الصغير

رحل أبو منصور، الكل يعرف هذا الاسم جيداً فلا يُضرب في المكارم مثلاً يُضرب في الأخلاق مثلاً يُذكر في الوفاء مثلاً يُذكر في حسن التعامل ومراعاة أحوال الشراكة قبل ما يقرب من ستين عاماً التقى مع رفيق دربه صالح العبدالرحمن العبدلي وكونا بجهدهما شركة أطلقا عليها شركة المنصور والعبدلي، ولكن هل استأثرا بهذه الشركة وأرباحها لا. فقد أصبحت وكان أرباحها للجميع وحينما كان الناس بحاجةٍ فتحا مضافة معروفة بالكويت يرتادها الغني والفقير ويلقيان معاملة متساوية وحينما وسّع الله عليهما أصبحا مقصداً لذوي الحاجات من طالب كفالةٍ أو ضمان أو مساعدة وكله لوجه الله ومع ذلك لم ينسيا مسقط رأسيهما عنيزة، ففي كل مشروع انمائي وخيري تجد اسميهما في المقدمة وانشآ مزرعتين تضمان آلاف النخيل وليس الغرض الاستثمار فحسب بل تشجيعاً للزراعة وإيجاد فرص العمل لمواطنيهما وهذا ما حدث بالفعل حيث أصبحت وكأنها مراكز أبحاث للنخيل والفواكه مما شجّع غيرهما على الاستثمار في هذا المجال ونعود إلى فقيدنا الغالي أبو منصور ذلك الشخص الحبيب النشم المتواضع المثقف الأديب والشاعر أحياناً فقد قرأت له قصيدةً في مدح سخاء وكرم وأخلاق ابن خالته فقيد الكرم والسماحة معالي الشيخ محمد الحمد الشبيلي وقصيدةً أخرى في رثائه كما أن مجلسه- رحمه الله- سواء مع أصدقاء الطفولة مهما كانت مستوياتهم الاجتماعية أو غيرهم عارم بالطرائف والنكت لم يحدث في يوم من الأيام أن أساء إلى أحدٍ بلغطٍ أو تعالٍ وقد أرسى الله سبحانه وتعالى محبته في قلوب الجميع فما إن يرد ذكره في أي مناسبة حتى تتعالى الأصوات بالثناء عليه كما أن مجلسه كان عامراً حتى آخر أيامه رغم أنه مع شدة المرض ربما لا يعرف الحاضرين- رحمك الله- يا أبا منصور وعزاؤنا ولله الحمد في وجود أبناء سلكوا نفس النهج وسيبقى ماضيك حاضراً فيهم {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.