Saturday 6th November,200411727العددالسبت 23 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

سيارات جديدة بإطارات تالفة!! سيارات جديدة بإطارات تالفة!!
عبد الرحمن إدريس

بين مئات الألوف من السيارات المتحركة في طرقات المدن وشوارعها : هناك ما يتجاوز النصف من موديلات 2000 وقبله..
التفكير في البيع والاستبدال وهو يمثل سوقاً رائجاً في الحراج والمعارض هاجس التفكير لدى أغلبية أصحاب هذه السيارات..
لابد من خسارة في القيمة حسب الموديل، ونوع السيارة وحالتها الراهنة بعد الاستخدام وبناءً عليه يتحدد السعر.
والتفكير في التخلص من السيارة القديمة يتاح في هذا الموسم بوجود البديل الأحدث بمغريات التأجير والتقسيط والتسهيلات التي تحقق الحلم (المؤقت)!!
***
الحديث عنها كظاهرة يؤكد ضرورة الوعي بما يترتب على ذلك من إرهاق التقسيط والذي يعاني منه الكثيرون.. والمتورطون يعضون أصابع الندم بعد فوات الأوان فهم أقرب إلى تمديد الأرجل إلى (السيراميك) ولم تعد (الألحفة) تناسب قياسات نظراتهم تلك التي أرادت الحلم حقيقة المظهر!!
يطرح السؤال عن تجاوزهم للواقع في عشوائية قرار متسرع وعدم تقدير تبعاته حتمية القدوم.
لن اختلف بكونها تطلعات كانت تراها احتياجاً، فالسيارة المستعملة تردت حالتها، وأصبحت تستهلك الكثير في الصيانة وقطع الغيار وتأخير الإصلاح في ورش المماطلة ومواعيد عرقوب!!
***
القادمون إلى خطوة كهذه قد يحتاجون لإعادة نظر في مبررات لا تستند إلى نفس الواقع؛ لأن المحافظة على الصيانة باستمرار ستجعل السيارة المستعملة جديدة باستمرار والناجون من التأثير العاطفي بإلحاح الزوجة والأبناء من أجل المباهاة بالجديد قادرون دون شك على التعاطي مع الفكرة بطريقة الجدوى الاقتصادية قبل اتخاذ قرار شراء سيارة حديثة.
ويعتقد البعض أن المجال تصعب فيه التوعية بوجود المغريات والإقدام العارم باعتبار المسألة احتياجاً وضرورة.
من وجهة نظري.. اختلاف في القبول بالأمر الواقع، ذلك أن المستحيل هو افتراض فشل التوعية القادرة على تنمية تفعِّل بناء الإيجابية في التصرفات وافتراض نجاحها بنسبة لا يستهان بها.
أذكر هنا حلقة من برنامج (طاش ما طاش) استطاعت أن تغير بعض المفاهيم المتعلقة بالإقبال على لوحات مميزة للسيارات..
تقريباً إلى تلك المعالجة أن تنتقل الظاهرة إلى نقد كما جاء دور (الدلخ) ومشواره الذي لم يغب عن الذاكرة في عام آخر مع هذا المسلسل
هو ما يحدث في حراجات السيارات المستعملة من مواقف طريفة تجسدت ملامحها في المشهد وان كانت الحقيقة أدهى وأكثر مرارة بوجود (الشريطية) وخبرتهم في اصطياد المضطرين البعيدين عن تصديق ما يحدث في أعماق المحيط..
وإلى ما سبق ربما جئت إلى جزء من الإجابة حول دور التوعية مقروءة ومرئية،إذا أردنا مشوار الطريق للوصول إلى مستويات تفكير العامة وباختيار الوسيلة التي تصل للهدف.
الثناء تقدير للمخرج الفنان الصديق عبد الخالق الغانم، وفريق العمل في (طاش ما طاش) وهو يصوغ النقد استفادة من واقع هذه الافكار التي تمس حياة المجتمع في كل شؤونه وشجونه ومعاناته..
فهو يقدمها بجرعات دوائية مستساغة وجهد بهذا المستوى جدير بالإعجاب للفريق المبدع الذي غبت عن متابعته هذا الشهر حتى أجد بعد رمضان ما يستحق المشاهدة بإعادة تقديمه في قنوات وأوقات تناسبني.
والحال مع توعية مباشرة وغير مباشرة يأتي في الصحافة بالكاريكاتير وتقبله من الأكثرية فيؤدي إلى احداث انعكاس جيد.. أيضاً هنالك قليل من الكتابات في توجيه الوعي بنبض صادق الكلمة يستطيع إيقاظ المناطق المهملة في تفكير القارئ.
***
الذي أردته من طرح هذا الموضوع ألاَّ نغمض أعيننا أمام ظاهرة الحوادث المرورية.. ولا بأس من القول بمسببات ترتبط بالفحص الدوري فقد نصل إلى اعادة النظر في الطريقة المتبعة مع السيارات المستعملة.. وأكاد أجزم بأن الموديلات الحديثة هي المحتاجة أيضاً للمرور على مسارات محطات الفحص قبل ان يفسح لها بالخروج إلى الشوارع.
هذا يستدعي التأكد من صلاحية الاطارات في مقدمة الشروط المطلوبة كوسائل للسلامة من خلال الهيئات المتخصصة أو المعنية بالجودة والنوعية.. وأعدادها الهائلة التي تستورد سنوياً لا يعني بيعها وتسويقها في عام واحد، اضافة إلى التخزين في الأحواش المكشوفة لفترة تتجاوز العامين وهي كافية لإلحاق ضرر بالاطارات ثم عام آخر بدءاً بزمن الصناعة وفترة أخرى في النقل والوقوف في الموانئ.
***
الوكالات والشركات تتيح البيع بالتقسيط للتخلص من اعباء كهذه وضمان تصريف اعداد أكبر قبل وصول دفعات أخرى فإذا ألزمت بشرط تغيير الاطارات منتهية الصلاحية فانها تعوض القيمة بقسط اضافي.
أما المؤسسات المتخصصة في استيراد وبيع الاطارات فهي اقرب ما تكون إلى تحمل المسؤولية لأنها المستفيد المباشر كما هو معروف ولابد من إلزامها بشروط صارمة في التوعية من جانب ومتابعة نقاط البيع واسترجاع المخزون غير الصالح، وكذلك مشاركة وطنية في دعم الحملات والجولات التفتيشية على محلات البنشر.
هي فعلاً مخاطر واضحة بوجود القنابل الموقوتة، ولم يعد المجال التساهل فيها باعتبارها من أهم مسببات الحوادث المرورية في حال انفجار الاطارات وما أكثرها.
***
إمكانية إحصائية دقيقة لأعداد السيارات المستعملة من الموديلات القديمة غير متوافرة لدي.. كذلك بالنسبة لكمية الاستيراد من دول مختلفة.
هذا ما يعني اختلاط الحابل بالنابل في القضية المطروحة التي أتمنى إعطاءها اهتمام الافكار التوعوية لكشف أبعاد أخرى لم استوعبها، وإن كنت أدري بأن ما خفي أعظم!
***
بعض من ذلك.. أن ننظر إلى هذا السيل المتحرك في شوارعنا باللون الأبيض (الليموزين) .. حقيقة وضعت ضوابط لتكون من موديلات حديثة وإن كان تمشيط الشوارع لكل سيارة أجرة بمعدل (16) ساعة يومياً يمثل استهلاك الاطارات وتوفر تلك الاحتمالات بخطر حوادث انفجار الاطارات.
فهو جزء من تلك الكيفية الوقائية من خلال متابعة مكاتب تأجير السيارات واجبارها على تجديد الاطارات والفحص الدوري كل ستة أشهر.
***
أخلص إلى اكتشاف (50) ألف من الاطارات غير الصالحة في جدة وكان سيؤدي- لا سمح الله - في احتمالية استخدامها إلى تعريض ما يقارب (20) ألف سيارة لأخطار الحوادث.
جهة المتابعة في جولة مفاجئة بأسواق الاطارات من خلال لجنة تضم ادارات التجارة وأمن الطرق والمرور والامانة كان في تقديري خطوة تستحق الاشادة والدعوة لاستمرارها في كل انحاء المملكة.
وليس آخراً أن ننتظر دوراً فاعلاً، ونوايا صادقة من أصحاب وكالات وشركات الاطارات في مساهمة لإنجاح مثل هذه الخطوات بكل الوسائل الممكنة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved