Saturday 6th November,200411727العددالسبت 23 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

ابن حميد: اغتنموا مواسم الأرباح واقرعوا أبواب التوبة ابن حميد: اغتنموا مواسم الأرباح واقرعوا أبواب التوبة

* مكة المكرمة - عمار الجبيري :
أوصى معالي رئيس مجلس الشورى وإمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل واغتنام مواسم الأرباح فقد فتحت أسواقها والمداومة على قرع أبواب التوبة قبل أن يحين إغلاقها فالغفلة تمنع الربح والمعصية تقود إلى الخسران.
وقال معاليه في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم أمس في المسجد الحرام إن الأيام تمر عاجلا والسنون تنقضي سراعا. كثير من الناس في غمرة ساهون وعن التذكرة معرضون ولما كان العمر محدودا وأيام العيد في هذه الدنيا معدودة فقد امتن الله على عباده بمواسم الخيرات ومنح النفحات وأكرمهم بأيام وليال خصها بمزيد من الشرف والفضل وعظيم الثواب ومضاعفة الأجر وجعل فيها بمنه وكرمه ما يعوض فيه الموفق قصر حياته وتقصير أعماله (وإن أيامكم هذه من أفضل الأيام وهذه العشر الأخيرة هي الأفضل والأكرم).
وأضاف يقول: ما أحوج العبد إلى موقف محاسبة في هذه الأيام الفاضلة. إنها مناسبة مناسبة من أجل التغيير والتصحيح والإصلاح في حياة الفرد وفي حياة الأمة وانها فرصة للمحاسبة والإصلاح والتغيير ومن أجل مزيد من التأمل وإدراك عميق لهذه الفرصة السانحة وان شهادة شهر رمضان غير مجروحة انه موسم يتكرر كل عام يشهد على الأفراد والأمة انه يشهد حالكم فهل سيشهد لنا أو يشهد علينا.
وأكد ان الأيام تشهد والجوارح تشهد والزمان يشهد والمكان يشهد وان تأملنا في شهادة هذا الشهر الكريم لنا أو علينا فرصة عظيمة صادقة جادة في المحاسبة ومناسبة حقيقية نحو التغيير والتعويض.. (ياباغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر وقد يكون لشهادة رمضان المعظكم نوع من التميز ولون من الخصوصية لأن شهر رمضان هو شهر الصبر ومقاومة الهوى وضبط الإرادة ومقاومة نزوات النفس ونوازعها وهو ميدان التفوق بين النفوس الكبيرة والصغيرة وبين الهمم العالية والضعيفة وهو فرصة حقيقية لاختيار الوازع الداخلي عند المسلم فالوازع والضمير هو محور التربية الناجحة).
ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين إلى تأمل بعض خصائص الصيام وأحوال الصائمين فالصوم سر بين العبد وربه فقد اختصه الله لنفسه في قوله سبحانه في الحديث القدسي (الصوم لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي).
وقال: إن الصوم عن المفطرات الظاهرة يسير غير عسير لكثير من الناس فالعباد قد يطلعون من الصائم على ترك المفطرات الظاهرة وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده فهو أمر لايطلع عليه بشر وتلك حقيقة الصوم وتأملوا أحوال بعض الصائمين مع الطعام وفضول الطعام يسرفون على أنفسهم في مطاعمهم ومشاربهم ونفقاتهم يتجاوزن حد الاعتدال والوسط ساعدهم في ذلك إعلام هزيل قد جعل مساحات هائلة للأكل والموائد مع ممارسات غير سوية من التجار والمستهلكين.
وأضاف يقول: تأملوا أحوال بعض الغافلين الذين يضيعون هذه الأوقات الفاضلة والليالي الشريفة مع اللهو والبطالين فيما لا ينفع بل إن بعضها فيما يضر ويهلك ويفسد الدين من الغيبة والنميمة والمسالك المحرمة انقلبت عليهم حياتهم ليجعلوا نهارهم نوما وليلهم نهاراً في غير طاعة ولا فائدة لا لأنفسهم ولا لأمتهم تجمعات ليلية إما تضييعاً للواجبات والمسؤوليات وإما وقوعاً في المنهيات والمهلكات يعينهم في ذلك قنوات وفضائيات في مسلسلات هابطة وبرامج للتسلية هزيلة.
وأوضح الشيخ بن حميد أنه من المعلوم أن كثرة الخلطة وبخاصة في أوقات التعبد تدعو إلى فضول الكلام وتضييع الأوقات وكثرة الانشغالات وتبعد عن المناجاة ولاحظوا ذلك في أحوال بعض المعتكفين هداهم الله وأصلح بالهم يعتكفون جماعات فينفتح بينهم الحديث وتتسع أبوابه بل قد يكون المعتكف مجلبة للزائرين ومكانا للتجمع مما يبعد عن هدي الاعتكاف وحكمته يقول الحافظ بن القيم رحمه الله كل هذا تحصيل لمقصود الاعتكاف وروحه عكس ما يفعله الجهال من اتخاذ المعتكف موضع أسرة ومجلبة للزائرين وأخذهم بأطراف الحديث بينهم فهذا لون والاعتكاف النبوي لون آخر وفي هذا يقول بعض الحكماء إذا أردت أن يعتزلك الناس فدع الحديث معهم فإن أكثر مواصلة الناس بينهم بالكلام فمن سكت عنهم اعتزلوه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved