بوش والتحديات القادمة

بعد أن خرج الرئيس الأمريكي جورج بوش من معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية الضارية منتصراً يتوقع الكثيرون استمرار الرئيس الأمريكي في اتباع مبدأ الحرب الاستباقية المعروف باسم مبدأ بوش خلال فترة رئاسته الثانية. وأهم ملامح هذا المبدأ هو التحرك الأمريكي الانفرادي وشن الحروب ضد دول تراها أمريكا خطراً عليها في المستقبل.
يقول جيلان كاربنتر نائب رئيس معهد (كاتو) الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والعسكرية إن الرئيس بوش سوف يفسر نتيجة هذه الانتخابات باعتبارها تفويضاً شعبياً له وتصديقاً على كل سياساته الخارجية وأنه سيكون
أكثر صرامة إن لم يكن أكثر عدوانية في المستقبل.
ورغم ذلك فإن هذا المحلل الأمريكي يرى أن على بوش التعامل مع مبدئه هذا بقدر كبير من الحرص خلال سنواته الأربع المقبلة.
وكان بوش قد أكد مراراً وتكراراً خلال حملته الانتخابية تمسكه بسياسته الانفرادية على الصعيد الدولي وهي السياسة التي أفقدته الشعبية في مختلف أنحاء العالم.
وعلى صعيد العراق تعهد بوش بعدم سحب قواته من هناك حتى (اكتمال المهمة) هناك. ولكن ما لا يدركه بوش أو يدركه ولم يذكره أن حربه ضد العراق أوجدت من المشكلات أكثر مما قدمت من حلول. فقد أدت هذه الحرب إلى تشتيت الانتباه عن الحرب ضد الإرهاب ومطاردة تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن. يقول توماس ساندرسن الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن إنه لا يعتقد أن العراق كان يقدم أي مبررات لضربة استباقية أمريكية وربما كانت هناك دول أو جماعات أخرى تمثل خطراً على الولايات المتحدة أكثر من العراق بما يبرر مثل هذه الضربة. وهناك اتفاق بين المحللين على أن بوش سوف يلتمس أكبر قدر من الحرص والحذر قبل أن يشن أي حرب استباقية أخرى بعد مستنقع العراق الذي غاصت فيه القوات الأمريكية. وأخيراً فإن أكبر تحديين يواجهان الرئيس بوش في فترته الرئاسية الثانية هما العراق والإرهاب.